0

L’image contient peut-être : 1 personne, assis




مــــــرافيء
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي 

--------------------------------------- 

ســـــــاعة مغ فارس الرواية الكويتي 
المهندس طالب الرفاعي - 1958 م
«في الهُنا»
قال الروائي والقاص الكويتي المهندس طالب الرفاعي :
" إن الكتابة هي "النافذة الكبيرة" المُشرعة أمامه، وإن في الكتابة فسحة تمكّنه من الهروب إلى الحرية والحلم والأمل، وتقدم له السلوى والعزاء والأمان في "لحظة إنسانية عاصفة يخيم عليها العنف واللاعدالة ".
ان دولة الكويت الشقيق تتصدر ساحة الفنون الجميلة المعاصرة من خلال النهضة و النقلة الحضارية المفعمة بروح التراث الأصيل و ملامح الحداثة معا
و من ثم تتجلي مظاهر الحياة الكويتية بظلال التنمية الاجتماعية في اطار مفاهم تعانق حركة التطور و النمو و الارتقاء ايمانا بصحوة الشباب الذي يوازن بين الواقع و الحلم
و لم لافقد تتأثر عملية الابداع الفني لفنون الأدب من شعر و نثر و قصة و مسرح و مقال و خطابة أضف الي فروع الفنون الجميلة التي تمثل العصب الخيالي في مسيرة المبدع حيث الابتكار و الابداع بجانب الحياة العملية كتنفيس عن كوامن داخلية متأججة تمنح صاحبها ذوق راق
و ظهرت القصة في المجتمع العربي القديم كما جاء القصص القرآني متمثلا في قصة يوسف عليه السلام و غيرها ، و الأدب الشعبي قصة أبي زيد الهلالي ، و في العصر الحديث المعاصر عرفنا أنواع القصة مع منهجها و أصولها من فكرة و حبكة و أشخاص و عقدة وحل ، أضف الي اللغة و التعبيرات و التصوير الفني الرائع مع الزمن و المكان أيضا
كل هذا عوامل لمقومات الابداع الفني في معالجة حقيقية و منها :
زين للدكتور محمد حسنين هيكل و سارة للعقاد و الأيام لعميد الأدب العربي د/ طه حسين و الثلاثية لنجيب محفوظ و محمد عبد الحليم عبد الله و شجرة اللباب و روايات احسان عبد القدوس و خيري شلبي قنديل ام هاشم
و غيرهم كثيرون علي الساحة العربية في تجسيد القضايا بكافة أشكالها و ألوانها اجتماعي و تاريخي و رومانسي و سياسي و ديني هلم جرا --- !!
و من هنا تستوعب التجربة الذاتية و الرائدة في هذا المضمار في شكل رسالة اجتماعية تبعث روافد الأمل في تطلعات ترسم أطياف المشاعر نحو الهدف النبيل من وراء هذه الأعمال الخالدة هكذا نمضي نتأمل لحظات التجليات و الاشراقات مع فنون الأدب لنقف علي خريطة " القصة و الرواية " بكافة المدلولات الحديثة حيث تعكس مدي الطقوس الاجتماعية كالمرايا الحقيقية 0
و بداية نمسك بواقع ( الرواية ) في الكويت مشابه لواقع الرواية في أي قطر عربي، فهناك أسماء روائية لها حضورها الكبير في ساحة الرواية العربية، كالروائي إسماعيل فهد إسماعيل، والروائية ليلى العثمان، ووليد الرجيب، وفوزية الشويش، وحمد الحمد.
وهناك أسماء شابة أثبتت موهبة روائية جيدة وواعدة، كالروائية :
ميس العثمان، وبثينة العيسى ----------
وهناك أسماء أكثر شبابا في مرحلة التجريب والبحث عن فرصة لإثبات الذات كالروائي سعود السنعوسي وسارة الراشد وخالد النصر الله ---
و كقصاصين أمثال الدكتور سليمان الشطي، والقاص سليمان الخليفي، وتحولت هذه الأسماء إلى جنس الرواية، ولكل منهم رواية تبرهن و تدلل علي مدي التمكن في هذا الفن الأدبي
أمثال سليمان الشطي وسليمان الخليفي وليلى العثمان ووليد الرجيب وفاطمة يوسف العلي وليلى محمد صالح ومنى الشافعي وحمد الحمد وثريا البقصمي، ولكن معظم هؤلاء اختار الانحياز إلى عالم الرواية.
ومع ذلك توجد أسماء موهوبة ومبدعة في القصة القصيرة أمثال باسمة العنزي وسعداء الدعاس، ومجموعة أخرى من الأسماء الشابة التي تحاول جاهدة العثور على صوتها الخاص في ساحة هذا الفن الصعب.
و ما زالت الساحة تعج بالكثير و الكثير مع تصدر عشرات الاسماء كل فترة وسائل الاعلام المختلفة في نتاج جيد ينبيء بابداع حقيقي خصيب 0
و الفيصل في هذا الموضوع عن قناعة و يقين :
أن لكل كاتب عالم يستمد منه شخوصه ولغته ويتبادل معه انفعالاته، و أدواته الجمالية و القدرة علي التعبير و التصوير مع الاحتفاظ بمقومات العناصر التي تشكلة الوحدة البنائية للعمل القصصي بمفهومه الكبير !!
و لذا يتصدر كل هذا تحت عنوان ( الواقع والصراع الاجتماعي في الكويت ) ، و مدي علاقة المرأة بالرجل، في المشاركة الفعالة لرسم محطات الحياة ايمانا من الجميع برسالته الحقيقية
و من ثم يطفو هذا المنطلق الأهم في شتي أعمل الروائي و القاص فكل له وجهته التي يعتز بها في تناول وطرح القضايا و المشكلات اليومية عبر المواقف و المشاهد في حوارية تلمس جوهر الحبكة القصصية و الرابط الأعم في مختلف الأعمال يبقي الانشغال بالهم الإنساني و الجانب الاجتماعي مدخل يفتح مسارت و فصول الاتجاهات مع الأشخاص 0
و يعتبر القاسم المشترك عند كل هؤلاء واحد ألا و هو " الهم الاجتماعي " بكل أشكاله و أطيافة المتعارف عليها في هذا اللون المعبر عن القضايا اليومية في رصد كافة الظواهر الاجتماعية
و لكننا نتوقف مع روائي له معجمه الخاص و قالبه التصويري المسكون بالفنون الابداعية حيث التذوق الفني الراقي لكافة المعطيات بين الواقعية و المثالية في تزاوج شكلا و مضمونا و كما و كيفا أن الكاتب الكبير " طالب الرفاعي " حيث يذكرنا بالطبيب و المهندس الشاعر و الروائي في الأدب العربي و الغربي في دلالات تعكس رؤية تجسد مفاهم أصيلة و بعضها وافدة الي مجتمعنا في غربة تتصارع من أجل الانصهار أو الغلبة او التوازن في الاخراج بنموذج يخدم الانسان في نهاية المطاف
ولد الروائي و القاص و الناقد و الأديب الكويتي طالب الرفاعي روائي في عام 1958 م
حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة الكويت، كلية الهندسة والبترول 1981 - 1982.
وشهادة الماجستير (MFA) في الكتابة الإبداعية من جامعة كنغستون لندن .
بدأ الكتابة الأدبية في أثناء الدراسة الجامعية في منتصف السبعينيات.
ترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
رأس لجنة التحكيم لجائزة البوكر العربية في دورتها الثالثة 2010.
هو مؤسس ومدير الملتقى الثقافي في الكويت.
وكذلك مؤسس ومدير جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية.
يعمل استاذ زائرا لمادة الكتابة الإبداعية في الجامعة الأمريكية في الكويت
مع أشهر رواياته الرائعة :
-----------------------
- بدأ بالكتابة الأدبية أثناء الدراسة الجامعية في منتصف السبعينات.
* صدر له:
- «أبو عجاج طال عمرك» - دار الآداب - بيروت 1992.
- «أغمض روحي عليك» - دار الآداب - بيروت، 1995.
- «مرآة الغبش» - دار المدى - دمشق، 1997.
- «ظل الشمس» - دار شرقيات - القاهرة، 1998.
- «حكايا رملية» - دار المدى - دمشق 1999.
- دراسة: «البصير والتنوير» - دار قرطاس - الكويت، 2000.
- مسرحية: «عرس النار» - دار المدى - دمشق، 2001.
- «رائحة البحر» - دار المدى - دمشق، 2002، وحازت على جائزة الدولة في الآداب.
- دراسة: «المسرح في الكويت.. رؤية تاريخية» - الكويت، 2002.
- رواية: «الثوب».
مع ظل الشمس :
---------------------------
و يحكي عن باكورة أنتاجه منذ الوهلي الأولي مختزلا مشواره الفني مع فنون القصة بكل فروعها في سرد قائلا :
ولقد كان واضحا منذ روايتي الأولى «ظل الشمس» الصادرة عام 1998، اعتمادي على التوثيق عبر السيرة الذاتية الحقيقية لي وللمكان، وبالتالي اشتغالي برواية «التخييل الذاتي»، ولقد تجلى ذلك في روايتين لاحقتين هما: «سمر كلمات»، و«الثوب».
ويشغل الحوار/ الديالوج حيزا كبيرا من مساحة أعمالي الروائية، وذلك يأتي على حساب الوصف، ومردّ ذلك قناعتي بالإيقاع الراكض للحظة الزمنية الراهنة، الذي يجعل من الإسهاب والإغراق في الوصف سياقا خارج اهتمامي، كما أنني أبتعد عن صيغة السرد بلسان وعين ومشاعر الراوي العليم، مستخدما ضمير المتكلم، ومتنقلا بين عوالم أبطال العمل، مع اهتمامي الكبير والدائم بعنصر الزمن، وعلاقة زمن القصة بأزمان التذكر. أما المكان فإن طرق ومناطق وأحياء الكويت هي أحد العناصر الرئيسية في أعمالي الروائية.
أنا مهندس مدني، تخرجت من كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت عام 1982، ولقد بدأت الكتابة الروائية برواية «ظل الشمس»، وفيها تعرضت لتوثيق جزء من سيرتي الذاتية باسمي الصريح، عبر تجربة عملي كمهندس إنشائي في مواقع العمل، مستحضرا الواقع القاسي والمؤلم لحياة العمالة الوافدة العربية والأجنبية.
و أخيرا نتوقف مع روايته التي قد فازت بعنوان «في الهنا» بجائزة الدولة، على هامش معرض الكويت للكتاب في دورته الحادية والأربعين.
و من ثم تُرجمت أخيراً إلى اللغة الفرنسية عن دار «أكت سود».
في هذه الرواية، يصل اشتغال الرفاعي على التخييل الذاتي إلى ذروته، إذ يحضر بشخصيته المعروفة واسمه الصريح، وتحضر معه زوجته وبناته أيضاً. ليس هذا فحسب، إنما يتناول في هذه الرواية قضية أخرى مسكوتاً عنها وهي المذهبية في الكويت.
و هي رواية جريئة تعرّي العلاقات الاجتماعية الزائفة وتواجه المشكلة المذهبية بصراحة.
و يقول فارس الرواية المهندس طالب الرفاعي عن فوزه بهذه الجائزة : ليست جائزة الدولة الأولى التي أحصل عليها. لقد سبق أن حصلت على جائزة الدولة عام 2002 عن روايتي «رائحة البحر». لكنّ فوزي بجائزة الدولة هذه المرّة يعني لي الكثير، كأنّها جاءت في وقتها لتكون ردّاً بليغاً على كل التشويش واللغط الظالم اللذين مسَّا الرواية وحاولا النيل منها.
و يجمل فلسفته التأملية عن كتاباته المتنوعة مع فن القصة في صراحة قائلا :
- لا أظنني أكشف سرّاً حين أقول إن الكتابة وفق مدرسة التخييل الذاتي، ونشر الحياة الحقيقية الخاصة للمؤلف، هي سير في حقل ألغام.
فمن أين يأتي الكاتب بحق نشر شيء حميمي وحقيقي من حياة الآخر ، الحبيب والصديق والضد، وكلاهما باسمه وشخصه الحقيقيين. قراءة الرواية تلصصٌ حلوٌ على حياة شخوصها وتجارب حياتهم. لكنّ هذا التلصص يتحول إلى أحكام قاسية وجائرة حين يتيقّن القارئ من أنك تكتب بشخصك الحقيقي. لذا الكتابة وفق مدرسة التخييل الذاتي باتت مأزقاً حياتياً فنياً عندي. فأنا من جهة مغرم بهذه الكتابة، وأنا في فمي ماء وكيف ينطق من كان في فمه ماء. لذا أخذت فسحة عابرة، خلال عملي طول السنة والنصف السنة الماضية في رواية جديدة سترى النور قريباً بعنوان «النجدي»، من دون أن أكون حاضراً فيها بأي شيء من سيرتي الذاتية.
هذه كانت بعض الخطوط العريضة و الملامح الكاشفة لخيط الابداع الفن القصصي عن فارس الرواية المهندس طالب الرفاعي الذي يجسد معالم الحياة الاجتماعية بشتي وظائفها و مظاهرها من منطلقة الذاتية التي هي نواة الارتكاز في الدائرة المحوارية لدي الابداع الانساني الشامل لتحقيق الهدف النبيل من وراء الشخصية كمفتاح و نقطة انطلاقة دائما
مع الوعد بلقاء متجدد أن شاء الله

إرسال تعليق

 
Top