0



صريرُ العدم ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .

تكنسنا الحربُ على قارعاتِ التَّهدمِ

يلتقطنا الهباءُ الكفيفُ
تمضغنا الرّيحُ بازدراءٍ
بعدَ أن تقشِّرَ دمنا عن دمعنا
وترمينا إلى مهاوي العراءِ
حجرٌ يدهسُ دهشتنا
وأمواجُ القفرِ تحضنُ غربتنا
ونكونُ أسماكاً تسبحُ في النّارِ
عليها أن ترمّمَ سقفَ الاحتمالاتِ
تستبدلُ جدرانَ السّقوطِ بالأسئلةِ
تصعدُ ظلامَ الأمدِ الضّالِ
وتضمِّدُ جراحَ العدمِ
لتعيدَ للمدى المخنوقِ نوافذَ المطرِ
وتهزُّ أسوارَ السّديمِ القانطِ
من رحمةِ عبورِ الجّسورِ
إلى بياضِ الخصوبةِ الشَّاهقةِ
ستمشي إلينا القبورُ
من كلِّ صوبٍ تأتينا
تلوّحُ لأسمائنا بغبطةٍ
تحتَ جنحيها المدنُ المسبيَّةُ
تتضرَّعُ للغبارِ ليرحمها
من رائحةِ الأنينِ السَّقيمِ
وتطلُّ علينا جهنَّمُ الفاغرةُ شدقيها
من نفقِ الخطواتِ العالقةِ
بصرخاتِ الدُّروبِ الجّائعة
نستظلُّ بالسَّعيرِ الجّامحِ
نرقدُ عندَ عتبةِ الانصهارِ
نقرأُ ما يوزَّعُ علينا من وعودٍ هلاميّةٍ
من هنا انبثقَ الفناءُ
وتصاعدت جثثُ الغيمِ
قتلى يتقاضونَ بأشلائهم
رغيفَ الزَّمهريرِ
والأرضُ تلبسُ حلَّةَ الرَّمادِ
ونعيقُ جفافِ الرَّميمِ
هي ثورتنا الهشّةِ الغائبة
هي سياجُ خيانتنا القميئةِ
تآمرُ الكلِّ على المفردِ
وهي برزخُ الولادةِ العاثرة .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

إرسال تعليق

 
Top