
الشاعر المفتي بأحد روائعه **
وقف الشريف أسامة المفتي الحسني رحمه الله في الكرك معتذراً من صلاح الدين الأيوبي
بعدما أقدم الطبيب اليهودي باروخ جولدشتاين المجرم و بحماية الجيش الإسرائيلي على قتل المصلين الفلسطينيين أثناء صلاتهم في الحرم الإبراهيمي الشريف فجر الجمعة الموافق ٢٥ شباط ١٩٩٤ م حيث استشهد ٢٩ مصلي و جرح ١٥٠ مصلي آخرين و في ظل الصمت العربي.
عذراً صلاح الدين
أغْرُبْ”صَلَاحَ الدِّيْنِ” عَنْ أَوْطَانِي وَ اتْرُكْ حَدِيْثَ الحَرْبِ وَ الهَذَيَانِ
وَلَّىَ زَمَانُكَ شَاحِبَاً وَ مُوَشَّحَاً ! بِالْوَهْمِ وَ التَضْلِيلِ وَ البُهْتَانِ
قَدْ كُنْتَ فِيْنَا قِصَّةً وَ خُرَافَةً ..!. حُبِكَتْ لِسَلْوَىَ سَامِرِ الصِّبْيَانِ
وَ احْذَرْ دُنُوَّكَ مِنْ دِيَارِ عُرُوبَتِي وَ اهْرُبْ بِرُوْحِكَ دُوْنَ أَيِّ تَوَانِي
إِذْ أَنْتَ لِلْإِرْهَابِ أَصْدَقُ صُوْرَةٍ فِيْ عُرْفِ جِيْلِ القَهْرِ وَ الغُلْمَانِ
أَوَ لَسْتَ مَنْ دَاسَتْ سَنَابِكُ خَيْلِهِ كُلَّ المَعَارِكِ سَائِرِ الأَرْكَانِ
أَنَسِيْتَ فِيْ رَجَبٍ دُخُوْلَكَ مُنْقِذَاً ؟ مَسْرَىَ الرَّسُوْلِ بِعَسْكَرِ الرَّحْمٰنِ
وَ لَكَمْ نَفَرْتَ إِلَىَ الجِهَادِ فَلَمْ تَرَى هَدَفَاً سِوَىَ التَحْرِيْرِ فِيْ المَيْدَانِ
إِيَّاكَ أَنْ تَصْحُوْ وَ تَرْجِعَ هَا هُنَا فَلَأَنْتَ وَ الإِرْهَابُ .. كَالصِّنْوَانِ
حَرَمُوْكَ مِنْ حَقِّ الحَيَاةِ بِأَرْضِنَا وَ رَمَوْا بِإِسْمِكَ فِيْ خَفَا النِّسْيَانِ
وَ عَلَى الحُدُوْدِ أُقِيْمَ سُوْرَاً شَامِخَاً لِتَعِيْشَ فِي المَنْفَى .. بِلَا عِنْوَانِ
إِيْهِ صَلَاحَ الدِّيْنِ .. أَنْتَ مُجَرَّمٌ !! وَ طَرِيْدُ هَذَا العَصْرِ وَ الخُسْرَانِ
مَا كُنْتَ يَوْمَاً فِيْ رُؤَى أَزْلَامِنَا إِلَّا كَإِرْهَابِيِّ جِيْلٍ فَانِي
أَتُرِيْدُ مِنَّا أَنْ نُخَالِفَ “سَادَةً” وَأَدُوا صَدَى “حِطِّيْنَ” بِالأَكْفَانِ
حَتَّى غَدَتْ”حِطِّيْنُ ” رُجْعَ خُرَافَةٍ مَمْجُوْجَةٍ تَدْعُوا إِلَى الغَثَيَانِ
قُرِضَتْ جَمِيْعُ حُرُوْفِهَا فِيْ لَيْلَةٍ حَمْرَاءَ فِيْ “طَابَا” مِنَ الجُرْذَانِ
وَ رَأَوْا جِهَادَ المُخْلِصِينَ جَرِيْمَةً نَكْرَاءَ تُنْعَتُ لِلْقُرَى كُفْرَانِ
إِذْ أَنَّ صَوْتَ العَقْلِ يَدْعُوْهُمْ إِلَى أَخْذِ اليَهُودِ بِدَافِيءِ الأَحْضَانِ
مَا شَأْنُ حِطِّيْنْ وَ شَأْنُ رِجَالِهَا مَا دَامَ فِيْ أُوْسْلُوْ هَوَى الوِلْدَانِ
تَخْتَالُ فِيْهَا الغَانِيَاتُ رَوَاقِصَاً بَيْنَ الكُؤُوْسِ وَ سَاقِطِ الأَلْحَانِ
وَ عَلَى مَسَارِحِ فُجْرِهَا وَ فُسُوقِهَا يَحْلُوْ الحَدِيْثُ لِجَوْقَةِ الخُلَّانِ
أَمَّا “الخَلِيْلُ” عَلَى مَوَائِدِ غِيِّهِمْ بُحِثَتْ بِجَوِّ الذُلِّ وَ الإِذْعَانِ
لِيُقَامَ فِي طُهْرِ الخَلِيْلِ مَعَاقِلٌ لِلْغَاصِبِيْنَ شَرَاذِمِ الشَّيْطَانِ
قَدْ دَنَّسُو الحَرَمَ الشَّرِيْفِ وَ خَطَّطُوْا لِيُهَوِّدُوْهُ إِلَى كَنِيْسٍ “دَانِي”
أَمَّا رِحَابُ القُدْسِ ضَاقَتْ بَاحُهَا ذَرْعَاً وَ فَاضَ الحُزْنُ بِالأَحْزَانِ
فَالْقُدْسُ لَمْ تَبْقَ عَرُوْسَ عُرُوْبَتِي أَبَدَاً وَ لَا مَسْرَى الرَّسُولِ البَانِي
حَيْثُ القِبَابُ تَغَيَّرَتْ وَ تَوَشَّحَتْ بِالْقَهْرِ وَ الإِحْبَاطِ وَ النُّكْرَانِ
وَ الأَهْلُ فِيْ وَطَنِي السَّلِيْبِ تَسَاقَطُوْا فِيْ قَبْضَةِ العُمَلَاءِ وَ العُبْدَانِ
وَ كَأَنَّ يَافَا لَمْ تَكُنْ مِنْ مَوْطِنِي يَوْمَاً عَرُوْسَ البَحْرِ وَ الشُّطْآنِ
أَوْ أَنَّ “عَكَّا” فِيْ سُطُوْرِ خُلُوْدِهَا عُزِلَتْ عَنْ الجَزَّارِ فِي الأَذْهَانِ
وَ رَأَيْتُ أَشْبَاهَ الرِّجَالِ تَرَاقَصُوْا حَوْلَ اليَهُوْدِ غَوِيَّةً أَخْدَانِ
مَا شَدَّهُمْ مِنْ “عَيْلَبُونَ” مَوَاقِفٌ جُلَّى وَ لَا فِي “اللِّدِ”وَ “البَاذَانِ”
أَوْ أَنَّ “نَابُلْسَ” الفِدَاءِ تَشُدُّهُمْ وَ تُثِيْرُ فِيْهِمْ نَخْوَةَ العُرْبَانِ
هُمْ أَنْكَرُوا يَوْمَ “الثُلَاثَاءِ” الّذِي كَتَبَ “الثَّلَاثَةُ ” لِلْفِدَاءِ مَعَانِي
مَنْ أَثْبَتُوْا أَنَّ الشَّهَادَةَ مَبْدأٌ وَ عَقِيْدَةٌ فِي مُحْكَمِ القُرْآنِ
وَ الْيَوْمَ “أُوْسْلُوْ” حَلَّ دِيْناً مُنْزَلَاً بِوَسَائِلِ الإِعْلَامِ كَالفُرْقَانِ
هِيَ قِبْلَةٌ شَدُّوا الرِّحَالَ لِسَاحِهَا و اطَّوَّفُوا بِالعُهْرِ كَالسَّكْرَانِ
وَ عَلَى مَسَارِحِهَا الرَّخِيْصَةِ يَلْتَقِي “عَرَبُ اللِّسَانِ” بِإِخْوَةِ العُدْوَانِ
حَيْثُ الْحَيَاةُ تَبَدَّلَتْ وَ تَغَيَّرَتْ بَعْدَ ائْتِلَافِ “البُوْقِ” بِالآذَانِ
لَكِنْ صَلَاحَ الدِّيْنِ أُسْقِطَ ذِكْرُهُ فِي صَكِّ”أُوْسْلُوْ” الذُّلِّ وَ الخِذْلَانِ
عُذْرَاً صَلَاحَ الدِّيْنِ إنَّا أُمَّةٌ سُوْقَتْ إِلَى الأَعْدَاءِ كَالقُطْعَانِ
قَبِلَتْ حُلُوْلَ الخِزْيِ دُوْنَ تَرَدُّدٍ مَسْلُوْبَةَ الإِحْسَاسِ وَ الوُجْدَانِ
“شِيْحَانُ” عُذْرَاً إِنْ رَأَيْتِ قَصِيْدَتِي عِبْئَاً علَى التَّعْبِيْرِ فِيْ أَوْزَانِي
وَالَوْعَتَاهُ فَقَدْ غَدَوْتُ مُشَرَّدَاً وَ سَجِيْنَ حُكْمِ البَغْيِ والأَقْنَانِ
فَأَخُوْضُ بَحْرَ الشِّعْرِ مَصْلُوْبَاً عَلَى لَوْحٍ مِنَ الآلَامِ … كَالقُرْبَانِ
وَ كَأَنَّ أَشْرِعَتِي بَدَتْ مَغْزُوْلَةً بِخُيُوْطِ إِذْلَالِيْ وَ عُمْقِ هَوَانِي
أَقْتَاتُ مِنْ زَادِ القُنُوْطِ وَ أَسْتَقِي مُهْلَاً كَرِيْهَ الطَّعْمِ كَالذِّيْفَانِ
حَتَّى كَأَنِّي وَ الأَسَى فِي رِحْلَةٍ عَبْرَ السَّرَابِ نَدُوْرُ فِي القِيْعَانِ
وَ جُمُوْعُ أُمَّتِنَا تَغُطُّ بِنَوْمِهَا بَيْنَ القُبُوْرِ وَ عَالَمِ الحِرْمَانِ
قَبِلَتْ حَيَاةَ الذُّلِّ حَتَّى أَصْبَحَتْ رَهْنَ الأَذَى فِي قَبْضَةِ السَّجَّانِ
رَاحَتْ تُغَازِلُهُ وَ تَطْلُبُ وُدَّهُ وَ تُعَقِّدُ الإِيْمَانَ بِالأَوْثَانِ
لَا تَدْرِ أَيْنَ طَرِيْقَهَا وَ مَصِيْرَهَا فِي ضَجّةِ التَّهْرِيْجِ والدَّوَرَانِ
وَ هُنَاكَ فِي الأَقْصَى يُعَرْبِدُ غَاصِبٌ يَشْوِي جُلُودَ الأَهْلِ بِالنِّيْرَانِ
إِذْ عَاثَ فِي مَسْرَى الرَّسُولِ مَفَاسِدَاً وَ أَقَامَ حُكْمَ البَغْيِ وَ الطُّغْيَانِ
وَ دُعَاةُ أُمَّتِنَا تَخَافُ لِقَاءَهُ وَ تَلُوذُ هَارِبَةً وَ كالفِئْرَانِ
والكُلُّ يَهْذِي بِالسَّلَامِ مُرَدِّدَاً إِنَّ السَّلَامَ هَدِيَّةُ الشُّجْعَانِ
هَلْ أَنَّ حَلَّ العَارِ سَوْفَ يُعِيْدُنَا لِلْقُدْسِ لِلْأَقْصَى إِلَى بِيْسَانِ
فَنَرَى “بِيَافَا” مِنْ عَرَائِسِ بَحْرِهَا تَخْتَالُ تِيْهَاً فِي هَوَى وَ حَنَانِ
وَ نَطُوفُ فِي اللِّدِ الحَبِيْبَةِ فَرْحَةً وَ نَزُورُ كُلَّ الأَهْلِ وَ الخِلَّانِ
يَا أَيُّهَا القَوْمِ الَّذِينَ تَسَاقَطُوا فِيْ قَبْضَةِ البَاغِيْ العَدُوِّ الجَانِي
لَا تَحْسَبُوا سِلْمَ الخُنُوْعِ غَنِيْمَةً وَ هَدِيَّةً مُنِحَتْ بِلَا أَثْمَانِ
مَنَحُوْا لِشَرِّ الخَلْقِ حَقَّ وُجُوْدِهِمْ وَ اسْتَقْطَبَ الجُبَنَاءُ كُلَّ جَبَانِ
قَزَمٌ يُرَاهِنُ بِالسَّلَامِ وَ دَفْعِهِ قَبْلَ انْصِرَامِ الوَقْتِ وَ الأَزْمَانِ
وَ كَأَنَّ دُوْلَابَ السَّلَامِ إِذَا غَدَا مُتَوَقِفَاً عِشْنَا بِغَيْرِ أَمَانِ
مَا الخَلْطُ مَا التّهْرِيْجُ مَاذَا قَدْ جَرَى مَاذَا أَصَابَ القَوْمَ مِنْ خَرَفَانِ
مَاذَا نَقُوْلُ لِمَنْ سَقَوْا بِدِمَائِهِمْ مَسْرَى الرَّسُوْلِ وَ مَوْطِنَ الأَدْيَانِ
قَدْ كَانَ كُلُّ جِهَادِكُمْ وَ نِضَالِكُمْ ضَرْبَاً مِنَ التَّخْرِيْفِ وَ الضَّيَعَانِ
لَكَنَّ حَلَّ السِّلْمِ يُرْجِعُ أَرْضَنَا وَ يُزِيْلُ رِجْسَ الظُّلْمِ وَ العُدْوَانِ
عَجَبَاً لِقَوْمٍ لَا يَرَوْنَ طَرِيْقَهُمْ ! إِلَّا بِمَنْظُوْرِ العَدُوِّ الشَّانِي
أَهِيَ الرُّجُوْلَةُ وَ الشَّهَامَةُ أَنْ نَرَى بَلَدَ الخَلِيْلِ يُبَاعُ بِالنُّقْصَانِ؟
وَ يَقُوْمُ فِي الحَرَمِ الشَّرِيْفِ كَنِيْسُهُمْ وَ البُوْقُ يُنْفَخُ عِنْدَ كُلِّ أَذَنِ
أَيْنَ الخَلِيْلُ وَ أَيْنَ عُمْقُ عَطَائِهَا ؟ يَا جَوْقَةَ التَّضْلِيْلِ وَ البُطْلَانِ
فَالأَهْلُ فِيْ وَطَنِيْ غَدَوْا فِي سِجْنِهِم مَثَلَاً حَزِيْنَ الظِّلِّ وَ الأَلْوَانِ
يَا أُمَّتِي عَوْدَاً لِسَاحِ حَنِيْفِنَا لِجِهَادِنَا المَحْفُوْرِ بالأَذهانِ
واسْتَذْكِرِي هَدْيَ الرَّسُولِ مُحَمَّداً وَ نَقَائَهُ المَنْحُوْتِ فِي الضُّلْعَانِ
حَيْثُ المَنَايَا بِالسِّيُوْفِ مَقَامُهَا لَا فِي حَوَاشِي القَوْلِ وَ التِّبْيَانِ
فَالقُدْسُ فِي صُلْبِ العَقِيْدَةِ آيَةٌ مِنْ مَطْلِعِ التَّارِيْخِ لِلثَّقَلَانِ
وَ النَّصْرُ يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ عِنْدَمَا تَغْدُوا الشَّهَادَةُ فَوْقَ كُلِّ سِنَانِ
هَذَا طَرِيْقُ النَّصْرِ خَطَّ حُدُوْدَهُ خَيْرُ الوَرَى بِالصِّيْدِ وَ الفُرْسَانِ
وَ الْيَوْمَ مِنْ سَاحِ الشَّهَادَةِ مُؤْتَةٍ أَشْدُوْا نَشِيْدَ الحُبِّ وَ العِرْفَانِ
وَ أَزُفُّ مِنْ “شِيْحَانَ” صَرْخَةَ شَاعِرٍ مَمْزُوْجَةً بِالصِّدْقِ وَ الإِيْمَانِ
تُهْدِيْ إِلَى أَهْلِ الخَلِيْلِ تَحِيَّةً بِمَشَاعِرِ الإِكْبَارِ وَ التِّحْنَانِ
هِيَ مَضْرَبُ الأَمْثَالِ فِي هَذَا الوَرَى وَ حِيَاضُ سَاحِ المَجْدِ فِي الأَوْطَانِ
إرسال تعليق