
تغريدة الشــــــــعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
---------------------------------
((( زهرة الخليج --------- !! )))
الشاعرة و الاعلامية الإماراتية شيخة الجابري
علمونا كيف نتهجى وطن
وكيف ف الطابور نوقف
بانتظام
وكيف نتعلم نسير بصمت مر
وكيف يوقف أقصر الطلاب
أمام
وكيف يرجع أطول الطلاب خلف
ربما حتى تبان الرؤيا صح
ويستطيع يفك أوصال الكلام
= = =
من دولة الامارات العربية المتحدة لنا عودة الي الشعر النبطي ( الشعبي ) المعبر عن صوت البادية من الاعماق مع شاعرة و اعلامية " شــــــيخة الجابري " حيث تتجلي لحظات الصمت بالتعبير الذي ينساب عشقا مع وادي الذكريات فيداعب اهدابة المدينة الساهرة تحكي موال العشق الذي يحمل الامنيات الي مخدع حياة باتت تصحو علي صداع الانانية و صراع الشقاق تعزف شاعرتنا اغنية الامل الوليد بين ركام الحزن لعل المشاعر تغير المستحيل من خلال نداءات الفضاء مع الليل تترقب ندي الفجر رحيقا يغمر الزمان و المكان بالحب الذي يترجم لحظات التوحد من جديد ---
نشــــــــأتها :
-----------
ولدت الكاتبة والشاعرة والإعلامية الاماراتيه " شيخة محمد الجابري " بالعين بالامارات العربية
حيث كانت الأولى على مدرستها منذ الأول الابتدائي، وكانت أول مدرسة يتم تسجيلها فيها، وهي طفلة، مدرسة أسماء بنت أبي بكر، وفي المرحلة الإعدادية تعلمت في مدرسة أميمة الإعدادية، وأكملت دراستها في ثانوية بنات العين، و قد شاركت في النشاط المسرحي وهي في المرحلة الثانوية عام 1981، فكتبت أول مسرحية وولعت بالكتابة و الشعر الشعبي و الدور النسائي و الصحافة و الاعلام حيث أصقلت موهبتها بجانب الدراسة في توازن ايمانا منها بدور المرأة بجانب الرجل مشاركة فعالة حقيقية فانخرطت في العمل الاجتماعي ثم واصلت عليمها الجامعي --
وقد حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام واللغة العربية من كلية الآداب ،جامعة الإمارات العربية المتحدة 1987-19880
و اقامت بأبي ظبي حيث الانفتاح علي العالم و الحركة الثقافية الناهضة وراحت تزود عن عالمها الفضفاض في جرأة للواقع هكذا ---
ثم عملت رئيسة لقسم الإسكان الداخلي بجامعة الإمارات
و مساعدا لكبير الاختصاصيين في إدارة العلاقات العامة والثقافية"نائب مدير الإدارة،ورئيسة قسم العلاقات الثقافية بالجامعة خلال الفترة من وحتى ديسمبر 2004م.
عضو رابطة اديبات الإمارات
و من ثم بدأت الكتابة مبكرا مع الشعر الفصيح،والمقال ،والقصة ،حتى رست في نهاية المشوار عند شاطئ الأدب الشعبي0
و دخلت عالم الصحافة مبكرا وبعد أن انتهت من المرحلة الثانوية مباشرة حيث عملت محررة صحفية في جريدة الاتحاد، عام 1983م0
تكتب عمودا أسبوعيا عنوانه "أحوال "في جريدة الاتحاد الإماراتية0
تشرف على صفحات "عذب المعاني" بمجلة زهرة الخليج،وقبلها كانت مشرفة "نفانيف" بمجلة حياة الناس،ومن ثم قطوف0
لها عدد من الإصدارات منها "نساء في مضارب الشعر"وهو ديوان مصغر عن النساء الشاعرات في لإمارات،"وسندريلا الخليج"وهي قصة مستوحاة من التراث الشعبي القصصي الإماراتي، إضافة إلى عديد من البحوث في التراث وأثر الأغنية على تنشئة الطفل0
و قدمت بحوثا في التراث أهمها العادات والتقاليد المرتبطة بمرحلة الميلاد بدولة الإمارات -دورة الحياة - والعادات والتقاليد المرتبطة بدورة الحياة - مرحلة الزواج - زينة وأزياء المرأة في دولة الإمارات - زينة الجسد وهي أعمال ممولة من مركز التراث الشعبي بدولة قطر، ومشتركة مع عدد من الباحثين والباحثات من أبناء الدولة0
و كما لها "معجم لهجة الإمارات" لصالح مركز زايد للتراث والتاريخ مع نخبة من أبناء وبنات الإمارات0
***
و من شعرها نحلق بين ظلال هذه ( التوطئة ) نزف جماليات الحرب المسافر بين زفرات الضلوع يغني للافق يترجم احاسيس احوال الطقوس برغم التحديات و التعرية تجتاز قمم الصعاب تفرش لنا الامل كهفا معدا لنبت المطر بعد شوق انتظار تقول فيها شيخة الجابري :
التوطئه
بدء الحروف
من الرئه
حالة تنفس سيّئه
زفرة ضلوع من العطش
هامت تدوّر تهيئه
ضاعت على مرمى حجر
تايه أثره وموطئه
وأحوال طقسه
جائعه
ياكبير فرق التعريه
بين الغضب
والتهدئه
يا نفس تتحمل شقا!
يا نفس جدا ضائعه!
بين المنافي تحتضر
تاكل بقايا أوبئه!!
وتعلّم الدنيا البشر كيف الألم أصله شجر
يتفرع بضيق الطريق وينتثر مثل المطر
إن حطّت طيوف الخريف وحّتت أوراقه قهر
***
و في قصيدة أخري تكشف لنا مدي تعمقها وولعها بحب الوطن منذ اناشيد الصباح الباكر في محراب العلم فتربت فيها روح الانتماء و ادركت و فهمت معني وطن بكل مقوماته فتقول راسمة لنا لوحة تعبر عن تراثنا الشعبي من موروث يومي حافل بالمشاهد :
علمونا كيف نتهجى وطن
وكيف ف الطابور نوقف
بانتظام
وكيف نتعلم نسير بصمت مر
وكيف يوقف أقصر الطلاب
أمام
وكيف يرجع أطول الطلاب خلف
ربما حتى تبان الرؤيا صح
ويستطيع يفك أوصال الكلام
علمونا كيف يتحيّا العلم
وكيف نوقف للتحية كالصنم
وكيف نتلو آية الذكر الحكيم
قبل أن تبدأ إذاعات الصباح
في مدارسنا
عرفنا الانفصام
بين تاريخ معاصر عولمي
وبين حلمٍ نابت ٍ وسط الركام
علمونا كيف نتحرك فِرق
وللصفوف نسير
واللحظة عرق
وكيف حصتنا الدراسية تكون
لوح أسود
عالق بجدران بيض
وامرأة توقف أمامه بانبهار
تشرح التاريخ
في عز النهار
وتتلو المنهاج من عصر التتار
لين صار اليوم ياكلنا الغبار
أول الدرس العروبة لنا مصير
وآخر الدرس العروبة ف احتضار
وكل ما قد صار يمكن انه يصير
يا سلامي ع العروبة
ياسلام
في زمان الصمت نتوقع كثير
غير ان الأمة تجلس ع الحصير
تندب اللحظة وتلجأ للسرير
كي تنام
دونما أحلام أوكلمة ملام
كل شئ جايز
ويكمن انه يصير
الإبادة صارت باسم السلام
والسلام يبات في حضن اللئام
لي متى واحنا نجابه في انصياع؟
لي متى والنور يتحول ظلام؟
لي متى والمدرسة مصدر ضياع؟
لي متى والحلم ياكله العتام؟
لي متى والدرس يبدأ باندفاع؟
والنهاية يخضع بكل احترام
منهج وصاغوه واحنا صاغرين
وبعد هذا نندب الحظ وننام
وسط حلمٍ نابت بين الركام
ولا يُضام
ونرجع نذاكر درسنا باهتمام
أول الدرس العروبة لنا مصير
وآخر الدرس العروبة ف احتضار
وكل ما قد صار يمكن انه يصير
يا سلامي ع العروبة
ياسلام
***
و أخيرا نتأمل مدي فلسفة عشق المدن حيث تداعب بمشاعرها صور تأخذها الي عبقرية المكان فتصدح كالطائر الشادي بين الظلال الوارفة تسجل لنا مدار الجمال في سحر فتان فتقول شيخة الجابري :
بعض المدن تاخذك للحب من غير
شرط القبول اللي يدمّر مشاعرك
تاتي جذيه كالسحر تاخذك وتطير
من حسنها بالطيب تسحرك تسحرك
وهاذي المدينة صدق وبغير تفكير
تحبها لله وبالفعل تأسرك
للأمكنة أرشيف معروف وكثير
ضاعت مدن من بعد ما طاولت فُلك
أسري إلى الدوحه وأشواقي تثير
في داخلي إحساس إنها تدلّلك
هي المدينة الحلم،هي دوحة الخير
تركض لها مشتاق تحجزتذاكرك
في ذمتي والله من غير أوغير
بعض الأمور اللي توقّع تعطّلك
تلقى الخطاوي البيض تاخذك وتسير
لَقرب مطار وأقرب جناح يحملك
أشوف فيها العينداري ولمثير
إنها شرات العين بالحب تبهرك
والله أحبها حب وأشتاق وآغير
من عطرها،من وردها،وخامر المسك
ولا أعرف أفسّرها ولا أفهم تفاسير
ولا أجامل تلك،أوتلك،أوتلك
أحب قطر لله كِن زايد الخير
قال الوطن هذا شروات موطنك
و بعد ان قدمنا صوت نسائي اماراتي شعبي يعي يقظة الواقع من خلال لوحات فنية رائعة لانسانة عربية عاشقة للمكان " شيخة محمد الجابري " كي تستدعي عصور التاريخ متأملة صفحاته في روعة الاشتياق كي تتواصل حركات الحياة من موروث شعبي بلهجة نبطية تعبر في صدق عن مشاعرها و احاسيسها المشرق مع مرايا العمر في اقتحام لكل الحواجز مشاركة في نهضة تقدمية نحو الخير للمجتمع الجديد بكل ثقة و جرأة تتصدر الساحة الابداعية و الثقافية المتنوعة معبرة عن دواخلها نحو المستقبل دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
==============
إرسال تعليق