
تغريدة الشـــــــــعر العربي
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي
----------------------------------------
شاعر الحرية
الشيخ ولد بلعمش – 1973 م
لِتَفترشَ الأحلام منْ لُغَتِي حَقْلا أحاولُ أن ترْقى الحروفُ إلى أَعلى
وأخلُقُ منْ طينِ المواجعِ طائراً لأنفخَ فيه الروح قافية تتلى
« من قصيدة : تراتيل من دم الأحلام»
----------------
نعبر الأفق تغريدا في جزء عزيز علينا من المغرب العربي من " موريتانيا " حيث التاريخ و التراث و الأصالة و عبق المكان بين ظلال الطبيعة الفيحاء نتأمل حالة الابداع الفني مع أعلامها النابهين الذي سطروا صور مشرقة من واقع الحياة هناك فجاءت أعمالهم تترجم لنا مدي مشاعرهم و تجاربهم في تجليات تنطق بوحي الجمال في بساطة و تلقائية هكذا نمضي مع عالم شاعرنا بلعمش الصوت الجريء الذي يقتحم المشهد يحاكي المشرق في صناعة الشعر في رسالة الانسانية بين الحلم و السلام نابذا أوهام الصراعات باحثا عن الحب الذي يحتوي صوت الحياة في صور فنية غزلية صادقة تؤثر في المتلقي منذ مطالعتها الأولية
فهو شاعر صداح مغني يترجم البوح في لوحات شجية ترسم وجهة الجمال محلقا في عنان الفنون الجميلة ينشد الكمال فهو عاشق النور و شاعر الحية
نشــــــــــأته :
ولد شاعرنا الشيخ ولد بلعمش عام 1973 م بقرية امحيرث / موريتانيا " شنقيط " 0
ثم درس في ثانوية أطار و يقيم في نواذيبو - بموريتانيا
و بعد ذلك درس الهندسة الميكانيكية /قسم التصميم والانتاج في جامعة حلب كلية الهندسة الميكانيكية
ويعمل كـ مهندس دراسات - الشركة الوطنية للصناعة والمناجم الموريتانية
- و قد صدر له ديوان بعنوان :
( بريد الراحلين )
- فاز بالمركز الثالث في برنامج أمير الشعراء /الموسم الخامس
و شاعرنا بلعمش يوظف اللغة و مضمونها في معاني وصور فنية غزلية روحها الزمن المتجدد في حركة تستوعب الانتاج الأدبي الحديث مع مواكبة التغيرات و له معجمه المتفرد في انتقاء المفردات و التركيب كأننا أمام شعراء العصر العباسي من العشاق المتيمين و أصوات الطبيعة الوارفة بين الحسن و الجمال و النهر مسلسل مترابط في سليقة فطرية باعثة لكل مقومات البناء الفني في مدلول يحتوي مرايا النفس بين الذات و الاقتباسات تمازج و تقارب دون اخلال بمقاييس القصيدة التي هي زوية مرتكزة في المجتمع المترامي بين حلقات الوطن العربي الكبير ---
و قد طاف بنا شاعرنا بلّعمش بملحمته الخالدة بعنوان: «تراتيل من دم الأحلام»
و لم لا فهو الذي خطفه الشعر من معشوقته فنون الهندسة وبات محاولا ان يوازن بين رغباته الابداعية و الاشراقية ، و بين مطالب الحياة
: «تراتيل من دم الأحلام»
وكان أول فرسان الأمسية في المسابقة الشيخ ولد بلّعمش، و الذي قرأ من قصيدة «تراتيل من دم الأحلام» و قد افترش من لغته للأحلام حقلا ، في تناغم جعلها بمثابة دعوة للسلام :
لِتَفترشَ الأحلام منْ لُغَتِي حَقْلا
أحاولُ أن ترْقى الحروفُ إلى أَعلى
وأخلُقُ منْ طينِ المواجعِ طائراً
لأنفخَ فيه الروح قافية تتلى
صحبتُ جموع الهاربين من الأسى
لعلَّ غماما يحمل الماء والظلا
أفتش عن أرضٍ بها يأمن الورى
ومنْ أينَ لي شبرٌ يكونُ بلا قتْلى؟!
لماذا ورِثنا القتل من عهد آدمٍ
وما فتِئ التاريخ يمتدح النصلا؟!
مختارات من شعر بلعمش :
قصيدة بعنوان " اللّغز " تكشف مدي تعلقه بجمال الطبيعة في فلسفة تأملية حيث يسيل الحوار في دفقة الأسئلة المشرعة صوب الجنوب صائحا يحاور صاحبه في ود علي خجل و أمل في اكتشاف الحنين الي الزمن العابر مع النجوم حينما يعلن موكب الارتحال و يعلن مواثيق الأجل فيقول فيها مستطردا علي وجل :
علَى رَبوةٍ في الجنوبِ اعتَدلْ يُحاوِرُ صَاحِبَهُ .. فَارْتَجَلْ
إِليَّ بِلُغزٍ فَإنَّ النُّجومْ تُساعِدُنِي فِي اكْتشافِ الحِيَلْ
حنينٌ إلى زَمَن غَابِرٍ رَحلْنَا وَ لكنَّهُ مَا ارْتَحلْ
”حَجَيْتَكْ مَجَيْتَكْ ” يَقولُ الْفَتَى عَلَى مَا أَتَيْتُكَ؟! ..قُلْ يَا بَطَلْ
أَتَيْتَ عَلَى فِرْسِنيْكَ .. أَجَلْ وَ مَادَا مِنَ الضَّحِكِ الْمُفْتَعَلْ
دَقائِقُ تَمْضِي .. وَ أسْئِلَةٌ جِدالٌ .. وَ شَرحٌ لِمَعْنَى الجُملْ
هُنَالِكَ أَطْرقَ صَاحِبُنَا وَ أبْحرَ فِي الهَمِّ حينَ سَألْ
فَما ذاكَ تَسْلكُهُ مُرْغَمًا فَإمَّا الوُصولُ .. وَ إِمّا الأَجلْ ؟!
وحاوَلَ صَاحبُهُ أنْ يُجيبْ أَيُوجِعُ سَائِلَهُ إنْ فَعلْ؟!
أَتُفصحُ لِي عنْ مَداهُ البعيدْ وَ عنْ صِفَةٍ فيهِ أوْ عنْ مَثَلْ ؟!
غُيومٌ ..وَ حَاصَرت المُزْدَهِي بِنصْرِ السُّؤالِ دُموعُ المُقلْ
تَذَكَّرَ أوْجُهَ منْ غَادَرُوهْ فَمَا رَجَعُوا بَعْدَهَا .. وَ انْفَعلْ
وَ طَافتْ بِه غَيْمَةٌ أمْطَرتْ سَوادَ اللَّيالِي وَ حُزْنَ زُحلْ
فَمَزّقَ ثَوْبَ الْهُدوءِ الْكَتومْ وَ صاحَ : عَنيتُ طَريقَ الأَمَلْ
في هذه الاطلالة الرائعة التي يترجم فصولها شاعر موريتانيا " شيخ ولد بلعمش " عاشق الحرية الباحث عن الحقيقة و الجمال في نزعة صوفية موشحة باشراقات الحب و الايمان الذي ينطلق منهما بخياله نحو دوحة الابداع مغنيا علي اوتار اصداء الحياة في تعانق كالطائر الذي بين الغصون ينشد علي مزاهر الصمت طوق النجاة فهو شاعر الحرية الذي ألف الحب و الجمال في بناء هندسي للقصيدة مكتمل بالمحسنات التي تزين الجمل و روح الغزل ينساب كشلالات نور وردية تجري بين وديان الحياة دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
إرسال تعليق