0




الرباط المقدس بقلم علي الشافعي 


تزداد ــ يا دام سعد اجدادكم الاوائل ــ حالات الطلاق في الاردن وكافة ارجاء الوطن العربي , لدرجة انها اصبحت ظاهرة خطيرة تهدد كيان المجتمعات العربية وتزلزل اركانها , وحيث الآسرة نواة المجتمع , بصلاحها يصلح , وبخرابها يهدّم , أحببت ــ يا دام عزكم ــ ان ادلي بدلوي , وابعث برسالة صغيرة الى ابنائي وبناتي المقبلين على الزواج , فأقول لهم :
ايها الشباب : وانتم تقبلون على اتخاذ أهم واصعب قرار في حياتكم , وتوقيع اخطر عقد شراكة . اود ان اسالكم وارجو الاجابة بعد تمعّن وتفكير عميقين : السؤال ما المعيار ــ أعزّائي ـــ الذي اختار كل منكم شريك حياته بناء عليه ؟ هل اختاره بناء على اعجاب متبادل قائم على الطول والوزن ولون الشعر والعينين , وجمال الخِلقة , ام على المثل العربي القائل (رجل من عود خير من القعود) , ام على راي ستي ( قسمة ونصيب ) , ام عن قناعة تامة بان كل واحد وجد في الاخر المواصفات التي كان يتمناها في شريك حياته , ليكون مكملا له . ثم هل تعون جيدا ــ أعزائي ــ معنى عقد الزواج ؟ من حيث انه عقد شراكة متكافئة بين طرفين , يمهد لاحتضان اكرم مخلوق على وجه الارض . هل تعرفون حقا معنى كلمة زوج ؟ من حيث ان كلا من الطرفين في هذا العقد مكمل للآخر ومكافئ له ( النصف الاخر للقمر ). فعصر الحاكم بأمره وسي السيد , وست الحسن وسندريلا قد انتهى ولا وجود له على الارض , بل نحن في عصر كشف فيه الغطاء وبان المستور , وبات يعرف كل من الشاب والفتاة الاخر اكثر مما يعرف عن نفسه . هل يعرف كل منكم واجباته الشرعية قبل حقوقه , فيقدم الواجبات على الحقوق . 
للشاب اقول : اعلم ــ اعزك الله ــ ان كل كلمة تقولها اثناء الخطوبة ستكون مصدر ادانة لك بعد الزواج . فالمرآة لا تنسى , وتحتفظ بكل كلمة تقولها لها فترة الخطوبة , لترى مدى التزامك بها بعد الزواج . فهلا جعلت تطلعاتك واقعية , ولا تبني لها قصورا في الهواء , تعجز عن تحقيقها بعد الزواج , فتكون لك مصدر ادانة في المستقبل . 
وانت يا ابنتي اسعدك الله : اعلمي ان كل كلمة يقولها لك خطيبك في فترة الخطوبة تنتهي بنهاية ليلة الزفاف , فالتغزل بعينيك ويديك الجميلتين واناملك الرقيقة وشعرك الناعم, واظافرك المطلية بأزهى الالوان , كل ذلك سينتهي في صباح اليوم التالي . فهو يريد الان ايد قوية , ترتب وتنظم وتمسح وتنظف وتطبخ وتغسل . قديما كانوا يقولون الطريق الى قلب الرجل معدته . اما اليوم فالطريق الى قلب الرجل معدته وعينه , فهو يحب ان يرى البيت مرتبا كأجمل ما يكون , والطعام محضرا كأجود ما يكون , والاولاد على افضل حال . واعلمي ان المرأة وان كانت عاملة الا ان الاولوية لبيتها , ولا يجدر ان يكون عملها على حساب بيتها وزوجها واسرتها . واعلمي ان الرجل يحب المرأة القوية المثقفة الواعية , التي تقف الى جواره تسانده وتتخذ معه القرار , وتتحمل المسؤولية , ولا يحب المرأة صاحبة الافق الضيق ؛ التي لا هم لها الا الموضة وادوات الزينة , المتبرمة التي تثقل كاهله بالطلبات . وهو يريد امرأة كاتمة لسره , حافظة لبيته , حاضنة لولده . فكوني انت هذه المرأة وصدقيني انه سيجلّك ويحترمك ويتوجك ملكة على عرش قلبه , وسيدة بيته .
همسة لكل ام ابنتها على ابواب الزواج اقول : هلاّ دربت ابنتك لتكون ربة بيت ناجحة تثق بنفسها , لا ترتبك ولا تتردد اذا ما دخلت المطبخ لتحضير وجبة افطار او غداء . هل تذكرين الوصايا العشر التي اوصت بها الام العربية في الجاهلية ابنتها ليلة زفافها ؟ صدقيني انك المسؤولة عن غالبية حالات الطلاق التي تمت وتتم . طبتم وطابت اوقاتكم .

إرسال تعليق

 
Top