0


((( مع فن الالقاء --------- !! )))
بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي 
 --------------------------------------

" بين المتحدث و المتلقي "
تطبيق جهاز النطق و تجويد قواعد الصوت الرخيم و الارتقاء بأسلوب الخطابة المؤثر في الفكرو الوجدان معا 
و تقمص الشخصية تمثيلا يليق بجلالة المواقف هكذا ------ !!

و ها أنا أحاول أطوف حول فن الالقاء من خلال ثقافتي و قناعتي الخاصة أوظف كل اجتهاداتي من خلال رؤيتي المتواضعة حول جولة الالقاء مع هذه المعايير و المقاييس و المهرات و الخبرات و الموهبة ---
فهذه الظاهرة فقد أثري في مسيرتي الكثير من المتحدثين و ترك بصمات في حياتنا في شتي المجالات مع واقعنا اليومي و لذا أحببت أن أرسخ هذه التجربة في تلقائية بتصوراتي الذاتية ----- !! 
نعم  لقد عرف الانسان الفنون الجميلة السبع منذ عصور بعيدة و تشعبت الاغراض و الانواع بشتي الاشكال و الالوان ----
 و لا سيما في ثقافتنا العربية تصدر فن الشعر العربي في واحة الابداع حيث الخيال و الجمال و اصبح الشاعر صناجة هذا الفن الرفيع و برع الشعراء الفحول في الانشاد الذي يضفي علي القصيدة جمالا و سحرا يبهر المتلقي الجيد و المتذوق للغة الضاد الشاعر العربية الجميلة ---- 
و لذا حرصنا في هذه التغريدة أن نتوقف مع ( فن الالقاء ) حيث اهميته للانسان و المجتمع معا – 
 فما أحوجنا اليه من معلم وخطيب و سياسي و اعلامي و فنان و محام فكل من يتحدث في محفل لابد ان يمتلك زمام الالقاء المؤثر و المجسد لحجم تناول الموضوعات و القضايا – 
 حتي يتثني للمتحدث المخاطب طرق الاقناع و تطبيق الادوات علي الوجه الاكمل الصحيح دون تشتت و فقدان لشروط الخطابة التي تنهض برقي الأسلوب الحسن الجيد ---- 
و من ثم يجب الاحتفاظ بجهاز النطق السليم الصحيح عند مخارج الحروف المهموسة و الجهرية  و التحكم في المقاطع حسب الجهاز التنفسي و الهواء و الحلق و القصبة الهوائية و اللسان و الشفتين و الاسنان التي هي رونق الجمال الشكلي و جمال اللغة تحدثا و تفصيلا لكل مقطع و ان يكون الجهاز خالي من عيوب النطق المتعارف عليها في علوم اللغة و البلاغة و كثرت التدريبات بالمواظبة علي قراءة القرآن و الشعر و المقطوعات النثرية الفنية و مراعات الوقوف عند التحدث و متي يكون الصوت عاليا و متي يكون منخفضا و حجم الحرف مصورا في دلالة نحو الهدف المنشودفي براعة و اتقان مقدمة وجوهر الموضوعة و خاتمة مركزة علي خلاصة الرسالة الهادفة من وراء المحاضرة او الدرس في ايجاز دون تكرار ورتابة و ملل وصخب يصيب المستمع فينصرف عن بؤرة الشعور الي هامش الشعور دون رغبة او فائدة و تكون المحصلة لنا صفر معدوم القيمة وضياع الوقت و الجهد أيضا --- 
 ففن الالقاء له شروط يجب التحلي بها النطق و الفهم السليم للكلام استخدام طريقة الاقناع و التشويق للوصول للهدف في اختصار للزمن المكلف به و اختزال الكلام دون خلل و مراعاة جهاز النطق السليم و البعد عن التعقيد اللفظي و اللهجة المحكية الدارجة التي تصيب حلاوة الالقاء دون ضوابط تقلل من التركيز و التشتت استخدام الاشارات المعبرة في اضيق الحدود و عدم الالتفات الكثير و التمويج المفاجيء بالكلمات و الاصوات المنفرة في اداء منوط بالمتحدث و احترام المتلقي في تسلسل منطقي مقنع ---

فاللغة لها جرس موسيقي بلاغي بياني منضبط فصيح يصل الي كل متلقي من المرسل الجيد في يسر و سهولة دون اي مجهود و عنت و تعقيد لفظي و معنوي له أثر سلبي علي مراحل التواصل فيكون الابهام و عدم المقدرة علي توصيل الفكرة بصعوبة فالمتحدث الجيد يرسل خطابه الي المتلقي في توازن و استخدام الصوت الرخيم و البعد عن النشاز اللغوي و الصوتي حتي يصل الي رسالته الخطابية مراعيا للوقت و الجهد و الفائدة بأقل العناصر المتاحة و الاستشهاد بكل ما يحيط بالموضوع من خلال عرض المقدمة و جوهر الموضوع و الخاتمة فتتحقق رؤية المقال الخطابي الجامع للأسلوب الادبي و العلمي معا في اطار منهجي راق بكل اشكاله و الوانه المتعارف عليها دائما

إرسال تعليق

 
Top