0






لست انسى ذكرياتي ....... يكتبها محمد عوض الطعامنه ..............................أصبحت وأصبح الملك لله ، تنثال علي ذكريات مض ، يوم كنا نتدثر بحنان الحبيبات أن كن امهات او شقيقات ، وحتى جارات وقريبات ، وننعم بمحبتهن الصادقة من غير منافع او مقاصد او رغبات . كانت الدنيا ما برحت تمتلئ بالعفوية والبساطة في المتاع والخيرات . ترى الجيران يتجمعون على حفلة حاشدة ليس فيها ثمة من ولائم غير طنجرة من سليقة القمح ، قد لا يعرف الشباب اليوم السليقة ( كان الفلاح في نهاية الموسم يخص أفضل حبات القمح ليقوم بسلقها بالماء المغلي حتى تنضج ) وقبل ان ينشرها لتجف على ظهر الحيطان ( السطوح ) ، يأخذ منها كمية ساخنة ناضجة يضمخها بالسكر ويوزعها على الحضور من الجيران والعجيان .كان يوم السليقة وكأنه موسم نهاية الحصاد والبيادر وجمع المحاصيل ، ومن الناس من كان يخصص يوماً اسمه يوم القلية ، كانت الفلاحة التي يكاد دم العافية يفصد وجناتها تجلس القرفصاء أمام صاح من الحديد وتحته نار لاهبة تضع القمح البلدي في الصاج وتقليه حتى يحمر كلون الشوكلاته ، ثم تطحنه وتضيف له السكر الأحمر وتوزعه على اولادها وأحفادها والجيران .كان كل شئ بسيط وله جمالية ونكهة وفيه حنان كبير ، أذكر ان جيراننا دار ( الحماد ) رحمه الله كانوا يعيشون في غرفة واسعة تزيد مساحتها عن ال ستين متراً مربعاً ذات مستوين من الداخل وهذين المستوين متصلين غير منفصلين ، المستوى العلوي يعيش فيه البشر والمستوى السفلي تعيش فيه الدواب ، في جو مغلق تختلط فيه مخلوقات الله لا فرق بين الإنسان والحيوان في الرحمة والرفق .... يتنفسون في جو واحد ويمكنك وأنت تسهر عندهم ان تسمع بين لحظة وأخرى نهيق الحمير وشخير البقر في سمفونية غريبة تحس وكأنك في يوم الحشر والنشر ....... وكان الناس راضين رغم الفقر والقلة وإنعدام النظافة وعطور (كريستان ديور) ..............لا تغيب عن خواطري تلك الذكريات ولا تلك المشاهد التي احار هل اصفها بأنها كانت لئيمة قاسية او بسيطة رائقة ؟ ولكنهاكيفما كانت وتكون . هذه هي البيئة التى شكلت طفولتنا المبكرة وساهمت في تخليق جبلتنا وسوت منا فيما بعد الكاتب والأديب والطبيب والمهندس .....وساهمت في تكوين منما نعانيه من نوازع إنسانية تتخالف في كثير من الأوقات مع نوازع ما بعدنا من أجيال الحواسيب الديجيتاليه....................
وتظل الشمس تطلع من المشرق وتغيب من المغرب بنفس الرتابة والمقياس ، ولكن نحن من يتغير فينا كل شئ حتى الإحساس ..... وإحساسي اليوم يحن الى أحضان امي ......وخالاتي .......وجاراتي ......يوم كن يعطين كل شئ الحب والحنان ببلاش ومن غير ثمن . !!!!!!!!ما احوجني اليوم لمن يحبني من غير منفعة وثمن

إرسال تعليق

 
Top