0


الأسطورة التي لم تقصصها شهرزاد ؟؟
.....
هذه هي قصيدتي التي شاركتها بها في تصفيات شاعر الجزائر و أخفقت لأن :
ـ البرزفيسور الكبير عبد المالك مرتاض رأى في القصيدة مقارنة بين البطلة العظيمة حسيبة بن بوعلي و شهرزاد الحكواتية , و قد استهجن سيادته هذه المقارنة , فأين من الشهيدة العظيمة حكواتية لا وزن لها ..
ـ و لأن الناقد العظيم الكبير الاستاذ لخضر فلوس رأى أن قصيدتي جاءت في لغة مباشرة و هي تفتقد الى الايحائية و التصوير ..
....
متى نلتقي شهرزاد 
لأرحل في مقلتيك ..
أجوب عوالمك الساحرات ..
و أسمع منك حكايا لياليّنا الباقيات ؟؟
ألم تعديني أيا شهرزاد
بعشر ليال تضاف إلى الليلة الوتر
نرحل فيها إلى موطن العشق
و الليل و الجنّ و الهمهماتْ ؟؟
رهيب هو الحبّ يا شهرزاد 
إذا صار ماء و صار دماء 
و صار أديما و صار هواء 
و صار انتماء 
و صار سناء
و صار عناق اشتياق
يترجم لوعة شمس الصباح 
تحنّ إلى الأرض
تهفو إلى الجرجرة 
تسافر ذابلة العين ترنو
إلى الأمنيات البعيدة
تعانق أمجادنا السابقات
و تعقد عزما جديدا
تسابق أحلامنا الجامحات العنيده
تعالي أيا شهرزاد رجاء
تعالي اسمعي قبل أن يعلن الديك صحوَ الصباح
حكايا البطولة تنسخ كلّ كلام مباح
و ترمي الأساطيرَ ـ كلّ الأساطير ـ للنار
أسطورةُُ من دماء
لقد قيل يا شهرزاديَّ
أن الكلامَ ضروبُُ
لذا يستحي من كلامِِ كلام
و أن القصيد ضروب 
لذا يطمس الشطر حسنا ألوف الدواوين 
يزري بغث 
يقيّده الدهر مستحيّا كوما من ركامْ ..
لذا يخطف البيت سحرا قلوب الصبايا 
يخفف حرّ الهجير سحابا 
همى برهام 
أنا من سيحكي أيا شهرزاد
عن امرأة
لم يزل عشقها
لهبا في الفؤادْ
عن امرأة لم تكن كالنساء
هي امرأة من ضياء
كما الحور في مقلتيها براءة طفل
و في وجنتيها ترفّ ورود الشتاء
و أما القوام فكالسيف يومض شوقا
بساح الفــــــــــــــداء
هي امرأة 
لا تبالي بما تشتهيه النساء
قليل من الكحل يكفي 
لتشطر بالحسن قلبَ الخليّ 
و قلب الصريع سواء سواءْ
و تدني إليها نجوم السماء
هي امرأة تعشق الخيل
تنسج قافية من صهيل الجيادْ
و أوزان أشعارها دمدمات الحوافر فجرا
تجوب الوهادْ ..
.. و حاصرها العشق يا شهرزاد
و لما تزل طفلة لا تعي ما الودادْ
رهيب هو العشق حين يباغت فاتنة
لم تزل تشتهي لعبة ..
و تحنّ إلى قبلة و دلال 
تنام و في يدها كسرة لم تذقها 
يباغثها حلم عبقري 
تسافر جذلى إلى عالم من جمالْ 
كثير المغارس حلو الظلالْ 
رهيب هو العشق حين يكون كبيرا
كبيرا .. كبيرا ..
كعشق حسيبة تهفو إلى الشمس شلال نور
يزيل عن الأرض أدرانها 
و يبدّد فيها سدوف الضلالْ ..
رهيب ..
تقدّسه الكائنات
و تحني له هامها الراسياتُ الجبال
و تنزل رحمى إلى لأرض حتى الملائك
كيما تبارك ـ يوم الوصال ـ الوصال
و يا لهب النار في وطني
و يا هبة الأسد ضارية
تعشق الموت تدمنه كأس شهد
صباح مساءْ
و يا صيحة الفجر مكلومة
تتهادى برغم العياءْ
و يا زمرا تتحدى
تلبّي النداء
ستعرج جذلى حسيبة
تغشى عوالم نور 
تسطر ملحمة من ضياء
على تغرها بسمات انتشاء
و في صدرها عشقها الأبدي 
الذي ينتهي عند أقدامه الانتهاء
و في يدها زهرة الكستناء 
و بعض الطيور و بعض الحمام
تقدمها للصبايا ..
لمن يعشقون السناء ..
لمن يعشقون الشهادة و المجد و الكبرياء ..
لمسرى حسيبة صلّت ملائكة الرحمات 
و هشّت و بشّت تفتّح أبوابها جنّة الخلد
تهفو إليها ..
إلى امرأة قبل تمّ الثماني و عشر 
تسامت إلى جنّة الخلد ..
أنهت رسالتها في الحياة 
فكانت بذلك أصغر صدّيقة 
تبذر الورد في الفلوات
و كانت بذلك أصغر قديسة 
تغرس البشر فوق الشفاه 
و تحيي مسيحا ألوف الرفاة
و تشتمّ في راحتيها دماءَ الشهادة كلُّ الملائك
ترجو بذا البركات ..
و تبدع في كلّ مهوى لقطرة دمّْ
رياضا توشّي مجالسها الزَّهَرَاتْ 
تلوّنها باحمرار الشّفق ..
و يشتدّ قصف المدافع ..
تنسف جبنا عرين الأباة 
فتهزأ منهم حسيبة ..
تذهل شبح الردى بقطوف من البسمات
تَشُوه وجوههمُ القذرات 
فتخجل من نفسها زمر الغاصبين الطغاة ..
و تدنو النهاية بعد فواتْ
و يسودّ وجه العمالة 
يحثو التحدّي على مقلتيه الترابْ 
و يهتزّ قلب الوجود
يصلي لقدّيسة العشق 
لا تستجيب لغير الشهادة 
لا تصطفي غيرها زفّة و اصطحابْ
و يصغي إلى الملكوت يرحبّ بالصاعدين الثقاة 
و جبريل يتلو احتفاء بكلّ صلاة
( و لا تحسبنّ ) بعيد المثاني 
و يختم بالعــاديات ..
و يا ليلة واطأت ليلة القدر 
تحنو لهذا الإياب 
سلاما .. سلاما .. سلاما .. سلام
و ينشق قلب السماء 
على وردة من سناء 
بهيُُّ هو الكون ذاك المساء 
يغشّيه نور بلون الكساءِ احتفاء بأهل الكساء 
و يعرج لله فيه الجلال 
يبارك مسعاه ..
يوحي إلى الأرض أنْ قد بعثت الحياة 
بأرضي .. 
أباركها معرجا للشهادة 
و التضحياتْ 
يبشّر بالنصر آتْ 
يعيد الربوع إلى الطيّبين الأباة 
حسيبة ـ يا شهرزاد ـ البطولة تسعى
تسير على قدم 
و متى رغبت بجناحي سناء تطيرْ
و تبدع للعشق ملحمة
تنحني في حماها الملاحم
يذهلها الصدق فيها
و يذهلها أن يكون العطاء لأجل العطاء
و تجثو تقدس فيها الوفاء
لقد رحلت هالة النور وسنى
مع زمر من حمام
إلى سدرة المنتهى كي تنام 
و لما تزلْ قصةُ العشق
يُبْكي اللياليَّ فيها الإباء
و لما تزل تلهم العاشقين
فكم رسموا طفلة 
تلثم الشمس ..
تغفو على صفحة البحر عند المساء
كزيتونة سمقتْ تعصر الغيم ..
تحيي سواها بنار و ماء
كما النخل تاهت تجالد حرّ الهجير
و قـرّ الشتاء
و أما ضفائرها فظلال تفيّأها وطنُُ
لم يزلْ قِبلةَ الثائرينْ
و مهبطَ وحيِ البسالة عند اللقاءْ 
يولّي الزمان ..
و تبقى حسيبة أحلى حكايةِ عشق
و تبقى كما الدهر رغم الأعادْ
مواويلَ عشق 
يرددها الناي لليل حاد لحادْ
و يسمق من روعة اللحن سيّدتي
وطن عبقري البطولة
يجمع في راحتيه الجزائر 
و يبدع من جمعهنّ اختزالا بهيّا جميلا
يسمّى الجزائرْ 
فكان بذلك أحلى من المفردات
و كان بذلك أشهى عناق 
يلملم ـ بعد الشتات ـ الشتات 
و كان انعتاقا من الكفر و الظلمات 
أما قلت أن حسيبة تنسخ كلّ الحكايا
و كل الأساطير أسطورةُُ من هيام ؟
فماذا تقولين يا شهرزاد
و هل سيصيخ لك شهريار 
إذا ما تناقل ركب الزمان 
حكاية عشق 
تبدّ الحقيقةُ فيها الخرافةَ 
تهزأ بالليل و الجنّيات .. 
ترى شهرزاديّ هل بعد هذا الكلام 
يطيب لسمّار ليلِكِ منك الكلامْ ؟؟؟
.
محمد الفضيل جقــــــــــــاوة
متليلي في : 20/04/2016

إرسال تعليق

 
Top