♠


♠
♠
♠ القصة القصيرة
♠
♠
♠
♠












لم يعشق قبلها قلباً كاقلبِها ، وعاشا معاً أياماً هى كل العمر ، ثم فجأة وجد أن شيئاً ما فى جسمه يألمه ، فاتصل بطبيبهِ الذى هو صديقه فى ذات الوقت ، وأعطاه ميعاد ولم يخبرها حتى لا يعذبها ، فهو يعلم مدى حبها له ، لذلك ذهب الى طبيبهِ وحده فإذا بالطبيب يخبره أنه مريض بمرض من الصعب الشفاء منه ، وإن لم يكن مستحيل ، وقال له لإننا أصدقاء فأنا أصارحك ، فأنت في مرحلة متأخرة من المرض ، ولابد من الأن أن تحترس فى حياتك وفي كل حركاتك ، وأعطاه علاجاً هو أساساً مسكن للألم ، وطلب منه دراسات وتحاليل وأشعه ، وأخبره أنه سوف يعرض هذه الحاله على أستاذه فى لندن ، كان الطبيب يعمل في لندن كلينك قبل إستقراره بمصر ، وطلب منه الراحة والهدوء وعدم الإقتراب من زوجنه ، وهى سيدة جميلة وشابه ومثقفة ، لذلك أراد أن يكون أمينا معها فطلب منها أن يذهبا الى العشاء خارج المنزل ، وأخبرها بالأمر وقال لها أنتِ حرة فى إتخاذ قرار الإنفصال ، حتى لا تعيشي حياتك أسيرة مع رجل مريض ، فأنتِ سيدة جميلة وحرام أن أسجنك معي ، وأنا لا أدرى كم من العمر باقي لي ، فأرجوكي ساعديني حتى أأخذ قرار الطلاق وهو قراراً صعبا عليِ ، نظرت إليه طويلاً ، وقالت له سأتناول الموضوع من وجهة نظرىِ ، فأنا كما قلت صاحبة القرار ، وصمتت ثم قالت له مبتسمه إسمعني أرجوك وتحملنىِ ولا تقاطعنىِ ، فأنا لن أنسى ياسيدى وأنت تراقصنى يوماً على نغمات الفالس التي أحببناها معاً ، وتهمس في اذني بكلمات ليست ككل الكلمات التى يقولها الرجال للنساء ، فتشعرني أنى سيدة من الزمن الجميل وتشعرني أنى هانم وأميرة ليست ككل الأميرات ، حتى وأنا أسير بجانبك أشعر أنى أجمل وأكثر بهاء ، ولا أنسى وأنت تفتح لى باب سيارتك فأشعر أنى لست كاكل النساء ، وتأخذني أنت ورائحة سيارتك كرائحة ثيابك وكرائحة سجادة صلاتك ، وعندما تسمعني القرآن بداخلها أسمع الكلمات وكأني لأول مرة أسمعها ، إيمان يعكس عظمة هذا الدين ، وأتعلم منك عندما تناقشني بهدوء وتختلف معي بهدوء ، تعاملني كهانم من أين جئت أنت يامن تجعلني أسأل نفسي حين تقابلني وتقبلني ، أهكذا تكون القبلات فتشعرني وأنت تقبلني وتعاملني على أني هانم ، فاسمح لى كما يقولون أرفض هذا الطلاق ، وأرفض هذا الفراق ، وأرفض هجرك ، وأرفض بعدك ، فكيف تكون حياتي بعدك ، فلا تحرمنى الحياة وأنا بقربك ، فأنا معك أكثر جمالاً ، وأنا معك أنثى من الزمن الجميل ، ياسيدى وياسيد كل زمان ، أرفق بقلبي ، فأنت الذي علمتني أن الله سبحانه وتعالى ، رفيق يحب الرفق في كل شيء ، فأرفق بمن تمتعت معك بزمان غير هذا الزمن ، فأنت إنسان ليس كأي إنسان ، وعشقت معك حياتي كهانم من الزمن الجميل ، وأعرف أنني لا أستطيع أن احبك مثل ما أنت يجب أن تحب ، فلا تأَخذنيِ بتقصيري ، فالكل منا في الحب له مقام ، فإما أن أحيا معك ما قدر الله لنا الحياة ، أو أن أرحل معك إذا كان هذا هو قدر الله.



إرسال تعليق