
جميل هو هذا اللّيل الصيفيّ ومقمر حدّ الإبهار، السّماء كأنّها ثوب أسود من الحرير مرشوش بنجوم كريستاليّة متلألئة، ونسيم الهواء يتسرّب إلى
جسده
ممزوجا برائحة البحر والملح والتّراب.
هو ذا متّكئ إلى شجرة زيتون وبجانبه بندقيّته، تدثّره سماء اللّيل الذي لا سكون له، ليل الجبال التي تطوّق المدينة التي اتّشحت بحدادها الأسود، وفي
غرف بيوتها المغلقة على أحزانها، دموع تتدحرج على منحدرات الوسائد، وأناس يلعنون السّاعة التي وُلدوا فيها في هذه المدينة الممسوسة بلعنة
البؤس والشّقاء...
إرسال تعليق