
.قصة قصيرة
.... ( حنينٌ خالدٌ ) .....
(1) تقف .. في كل صباحٍ ( سُعاد) في منتصف عقدها الثالث. كعادتها تنظر سريعاً للمرآة القابعة في الردهة الشرقية من منزلها .. تنظم هندامها ... ترتب حقيبة يدها على عجلٍ .. تضعُ غطاء رأسها ترسم منه لوحة فنية على وجهها و شعرها .. تتأكد من دفترها اليومي و تدون ملاحظتها عن ذلك اليوم ..
تهبط درجات السلم مهرولةً ناحية باب البناية قديمة الملامح في ذلك الحي الشرقي في ريف يغلب عليه الملامح الشرقية بعبقها الساحر .. تنثرُ ابتسامتها النقية مِن ثَغرٍ شرقيٍ أصيل ... تُحدِقُ في الأشجارِ .. و كأنها.. تُلقي السلامَ عليها و على ساكنيها مِن الطيورِ و نقوشِ الأحِباءِ..
تقترِبُ من حديقةٍ تراعها .. و تقطِفُ عّقدُ ياسمين و تستمِرُ في السيرِ بِجوارِ الحاناتِ القديمة .. المُنبَعِثُ مِنها رائِحةُ الماضي القريب الأصيل .. تزيد ابتسامتُها تألُقاً و لمعاناً عندما تقترِب أكثرُ و أكثرُ مِن هذا الحانوت .. حانوتُ السيدة العجوز (أمُ ياسين) .. عجوزٌ في السبعين مِن عُمرِها .. حياتُها .. هو ذَلِك الريف.. لم تَخرجُ مِنهُ أبداً طيلةَ حياتِها .. يعشقُها و تعشقُهُ ... دنت مِن رأسها قَبلتها و وضعت بينَ يديها الياسمين و قالت ( صباحُكِ الرِضا يا أُمُ ياسين )
ابتسمت و ردت عليها (صباحُكِ الياسمين يا بُنيتي ) ..
و أكمَلَت طريقها نحو الجِهةً المقابلِةُ مِن الحي و اُمُ ياسين تتبعُها بعينٍ حانيةٍ حتى تأكدت مِن وصولها للحانوتِ ثم رفعت عينيها للسماءِ تبعثُ لها دعوتها الصباحية ..
وقفت سُعاد عِندَ صندوقِ البريد تتفقدهُ بِعنايةٍ تبحثُ عَن رسالةٍ جديدة .. ابتسمت . و تُخفي داخِلها اشتياق جمٌ و كبيرٌ و لكنها وجدتهُ خاوياً .. فتحت الحانوت .. و دخلت إلى الرُكن المُفضل لها .. ثم أعدت قدح الشاي اليومي .. تركتهُ على الطاولة .. و ذهبت تُنَظِم اللوحات و تُرتبها .. أطعمت عصفورها .. ثم .. جلست تنظر للمارة في الشارع .. تُنَقِبُ في وجههم عن الأتراح و الأفراح .. تستلهمُ . عَلها .. تدخل في عاصفة إبداعٍ جديدة .. لُتلقي بنفسها في أحضانِ الأوراقِ و الألوانِ ..
(22) و بينما هي تلاحظ الكون من حولها .. وجدت في وجوه المارة .. وجه ..عليه ملامح النعيم و لكن الزمان قد رسم عليه بعض الخطوط .. هي لاحظتها .. و انتبهت جيداً لها . و شعرت بشعور غريب يدفعها . أن تهرول سريعاً تخرج من حانوتها .. تنادي عليه قبل أن تفقده بين زحام البشر .. تقول ( يا هذا .. يا هذا .. توقف أريدك في أمرٍ مهم )..
توقف و استدار ببطٍء شديد لإنه لم يعتاد أبداً أن ينادي عليه أحد .. أعتاد أنه من عداد المفقودين في زخم الحياة ..
و جاوبها ( أنا ؟ ماذا تريدي سيدتي ؟ ) ..
ردت بسرعة ( نعم أنت ...من أنت ؟ ) ..
زادت دهشته أكثر فأكثر .. و جاوبها
(أتريدين الاسم فقط و ترحلي ؟ .. اذاً اختاري ما شئتِ من الاسماء )
و استدار و أكمل طريقه قاطعاً له .. فقطعت عليه طريقه مرةً أخرى ..
و كررت السؤال ( من أنت؟ )
فصمت و نظر إلى لهفتها في عينيها
و قال ( لو قُلتُ اسمي سأذهب ؟ ) قالت ( أعدُكَ) فجاوبها ( اسمي .. خالد ) و استطرد . .. ( أ أذهبُ الآن ؟ )
فصمتت و الكلام يُقاتِلُ داخل صدرها يريد الخروج ..
و لكنها لا تستطيع التحمل و جاوبته
( أأنت خالد حبيب حنين ؟ ) فجاوبها ( لقد قلت اسمي .. با لله دعيني و شأني ) ..
فقالت ( ستذهب و لكن هل سأراك ثانيةً ؟) ..
فصمت و لم يرد .. و عاد لطريقه ..
وقفت هي تنظر إليه و هو يبتعد و يبتعد .. حتى وصل إلى بيتٍ قديمٌ جداً .. و جلس تحت شجرةٍ مجاورة له .. جلس ليستريح و كأنه كان يمشي على قدميه منذ أعوام و لم يحظى براحة أبداً .. حاولت أن تعود لحانوتها .. لكنها لم تفعل و وقفت تراقبه من بعيد .. و لكن الفضول لم يجعلها تهتم بأي شيء .. و ذهبت إليه .. و قالت ( هذا بيت صديقة لي و قد رحلت منذ أعوام .. لماذا توقفت هنا ؟ ) و هو ما زال يحتضن البيت بعينيه .. و يلمس النقوش البارزة على الشجرة و عندها فقط ردت عليها عينيه .. غطت وجنتيه دموع الاشتياق و الحنين .. و قال ( أتعلمين أين رحلت ؟) فقالت (نعم ..لكني .. لقد نسيت الحانوت و نسيت كل شيء و أتيت ورائك هرولة .. هل تسمح أن تأتي معي و نتحدث ) فقال ( إذاً .. اذهبي و سألحق بك )
(33) و عادت إلى الحانوت تنتظره .. و قد أخرجت من صندوق قديم بعض الصور و الرسائل القديمة بعضها ممزق و البعض الأخر ما زال يحتفظ بعطر الماضي القريب .
ثم وقفت خارج الحانوت تنتظر عودته .. و لاح مرةً أخرى .. و ابتسم و اقترب .. و اعتذر بسبب تغلب دموعه عليه و قال لها ( هل...... ؟) و قبل أن يكمل السؤال أخرجت الصندوق و أفرغت كل ما به امامه و ذهبت لإعداد قدح من الشاي له .. و لم تنطق بكلمة واحدة و تركته ..
وجدته يحتضن الكلمات و دموعه تتساقط كأنها سيل منهمر .. تركته يحيا من جديد .. علمت أنها لو تحدثت معه ستقتل لحظات الحياة و لكنها أشفقت عليه من نحيبه .. من دموعه .. و قاطعته ( كم ملعقة من السكر ) .. لم يرد .. و لن يرد .
تركته تماماً .. و تظاهرت بالانشغال و رسم لوحة جديدة .. و بالفعل بدأت .. و لكنها لم تستطيع أن تحدد ما تريد أن تفعله و ماذا تريد أن ترسم
فسألته ( أين كنت ؟ و لماذا رحلت ؟ ) .. مد يده المرتعشة بصعوبة بالغة ليلتقط قدح الشاي و أخرج من جيبه قداحة ليشعل سيجارة و بدأ في الكلام ...
( سأجاوب أنا بعد أن اسمعك أنتِ .. أين ذهبت حنين ؟) ..
قالت ( كانت تسكن بالجوار و تأتيني كل يوم تترك رسالة و أحيانا صورة لأضعها في هذا الصندوق و قالت لا تفتحيه أبداً .. حتى يعود .. و كانت تفتح صندوق البريد أمام حانوتي تظن أنك قد ارسلت لها رسالة .. كل يوم كانت تفعل ذلك دون انقطاع ... و فجأة .. لم تأتي و عندما ذهبت لأسأل عنها و لماذا لم تأتي .. لم اجد من يرد سؤالي أو اعلم منه أين اختفت .. وجدت بيتها خالياً .. هذا ما اعلمه .. الآن جاوبني ..أين كنت أنت ؟ )
بدأ الكلام ( خرجت بحثاً عن نفسي بعد أن ضاقت كل السبل و الطرق أمامي .. خرجت حتى أبحث عن ذاتي .. خرجت لأجعل حلمها واقعاً .. خرجت و يا ليتني ما خرجت . بعد أن تركت الوطن ظننت أن الغربة هي ضالتي و لكني أخطأت .. أخطأت عندما تركتها وحدها .. ظننت أنني سأحاول مجدداً حياتي دونها .. ) و بدأ الانفعال شيئاً فشيئاً يظهر عليه حتى أنه لم يلاحظ أن السيجارة كادت أن تحرق أصابعه ثم عاد ليتحدث ( ماذا كان عليَّ أن أفعل و كل أبواب الأمل قد أغلقت أمامي؟ .. حتى أبسط الاحلام قد ماتت في رحم وجداني قبل أن تولد ) فابتسمت .. ثم ردت ( كان عليك الانتظار .. كان عليك المواجهة ) لم يعطيها فرصة أن تبدأ معه ذلك الحديث الذي يأبى أن يسمعه ثم أكمل ( هل الانتظار هو الحل من وجهة نظرك ؟ و أي مواجهة تتحدثين عنها ؟ )
(44) حاول الخروج سريعاً من الحانوت.. حاول التقوقع مرةً أخرى و الهروب إلى عالمه .. دونما أي اهتمام لها و لا لكلماتها .. و لكنها منعته و بقسوة و بدأت هي تتجاذب أطراف الحديث مرةً أخرى ( خالد .. انتظر و لا تهرب مجدداً .. فمن تركت لها الحياة البائسة قد رحلت و لن تعود .. اجلس و دعنا نتحدث .. ماذا تركت لك في الرسائل ؟)
قال ( ألم تعلمي ما بها ؟) قالت ( لقد قطعت وعداً معها أنني لا أفتح أبداً هذا الصندوق و قد فعلت و ياليتك أنت فعلت و نفذت وعدك لها )
ارتسم على وجهه خجل شديد ثم قال ( في كل رسالة كانت سطورها تقتلني .. و أنا أقرأ كلماتها المرتعشة الخائفة , يقتلني حنانها و وفائها كانت تسرد يومها لي لحظة بلحظة )
قالت ( فقط ؟ هل هذا كل ما في الرسائل ؟) ...قال ( بقية السطور حكايات تخصنا وحدنا )
قالت ( أعتذر و لكن ؟) ..قال ( لكن .. ماذا ؟) ...
قالت ( أنا لم أفهم بعد لماذا ظهرت بعد عشرة سنوات كاملة ؟ )..قال ( سأتحدث .. لكن لا تقاطعيني مهما سمعتِ)
قالت ( سأحاول ) .. قال ( بل .. ستفعلي )...و بدأ الحديث و هي تسمع كل حرف باهتمام شديد ..
( بدأت قصتي معها و كنت أنا مازلت احاول أن أعلم ماهية الحياة و كانت هي أمامي كل الحياة .. كانت أصغر مني بسبع سنوات .. تعلمت مني كل شيء .. و تعلمت منها اشياء جميلة .. كبرت أمام عيني كل يوم و في كل لحظة كنت أشعر بولادتها من جديد .. تكبر و تكبر .. و بدأت قصة عشقنا تنعطف داخل دوامات الحياة .. نحاول جاهدين أنا و هي أن ندفع بها خارج حياتنا و لكنها اقحمتنا في الهموم ) حاولت أن تقاطعه فأشار بيده و قال ( لا تتحدثي من فضلك .. سأكمل .. و الحياة لم تدع لنا أي فرصة للفرار منها و كأنها تنتقم و بلا رحمة من حبنا و عشقنا .. بدأت أنا في البحث عن طريق أخر ..) فقاطعته رغم عنه ( طريق الهروب .. أليس كذلك ؟ ) فشعر بصفعة على وجهه و كأنها اهانة له و بدأ في التحدث مرةً أخرى و بلهجة أقوى ( لم يكن هروب أبداً .. انتِ لا تعلمين أي شيء . لقد قلت لك أنها كانت تولد من جديد في كل لحظة و أنا كنت أمامها المعلم و الأب و الأخ و الحبيب و كل الرجال .. ماذا كان عليِّ أن أفعلَ و انا اراها تتغير و تطير وحدها في عالم خاص .. أ أتركها وحدها أم انخرط في أحلامها و أنا تجذبني هموم الواقع ؟ .. صدقيني .. أنتِ لا تعلمين أي شيء .) حاولت بذكاء أن تعيده لميدان الحديث معها و قالت ( سأحضر بعض الطعام و نتحدث و نحن نتناول .. فما رأيك ؟ ) ابتسم و رد .. أنتِ مثلها تماماً تعلمين متى و كيف يمكنك أن تخرجي الكلمات من جوفي ) فضحكت و ذهبت لاعداد الطعام .
(55) في هذه اللحظات . بدأ يمر بين الرفوف و يلقي نظراته على اللوحات الموضوعة هنا و هناك .. و تحجرت مقلتاه عند لوحة , و لم ينتظر أبداً عودتها ليسألها , بل حمل اللوحة و هرول إليها و سألها ( هل هذه حنين ؟ هل هذا ما فعله الزمان بها ؟ إن عينيها كانت تلمع و تضحك و ثغرها ورديً و وجنتيها .... ) قاطعته ( كانت ) و اكملت ( هذه أخر صورة لها و قد طلبت مني أن ارسمها لتراها أنت حين عودتك .. و كما ترى .. هذه حنين التي لم تراها من قبل كذلك )
فعاد إلى مقعده و انتظرها .. حتى عادت .. لم يلتفت إلى الطعام و سألها ( ماذا حدث لها بعد ان رحلت )
قالت بل ( أكمل حكايتك بعد أن تأكل ) .. أكل سريعاً و طلب منها قدح من الشاي و قبل أن يكمل الطلب وجدها قد أحضرته .. و قالت ( قبل أن تتعجب .. كُل عاداتك كانت تعشقها حنين و قد أخبرتني عنها )
فشرد للحظات و أبحر بعيداً في عمق ذكرياته يتذكر (حنين) و كأنه يتذكرها لأول مرة .. و ( سعاد ) تطلب منه الحديث و لكنه لم يكن معها الآن . أنه غريق الآن في لحظة يود أنها لا تنتهي ...
أعادت الطلب و بصوت مرتفع ..
فقال ( أجل .. أجل .. أنا معك الآن ) فضحكت و قالت ( فلتكمل يا خالد .. أنني سأذهب بعد فترةٍ وجيزة و تأخر الوقت و عليِّ الذهاب )
فاعتذر و أكمل ( حنين... لم أكن أشعر أبداً أن هناك من يشبهها من النساء أو الفتيات .. مختلفة في كل شيء .. في الكلام .. في الصمت .. في كل شيء ) فبدت عليها ملامح الدهشة . فأكمل ( انتظري . و لا تقولي لماذا تركتها ؟ )
و أكمل بنبرة فيها حزم ( أنا شرقيٌ جداً حتى النخاع .. و لا يمكن أن أراها تنسحب من عالمي و لا أحرك ساكناً ) فقاطعتها ( أنا لا أفهمك .. كيف كانت ابنتك كما تزعم و تنسلخ هي من عالمك و أنت لا تشعر ) قال ( من قال لك ذلك ؟ .. أنا أشعر بها قبل أن تتحدث .. و الله حتى لو أغمضت عينيها كنت أعلم علم اليقين ماذا يدور في رأسها .. و لكن حدث ما لم أتوقعه أبداً .. بدأت الدنيا تأخذها بعيداً .. تحاول ان تجذبني معها إلى عمق بحرها , أنا أخاف عليها من موجه العارم و قسوة تقلباته و لكنها لم تستمع , إنها الآن تظن أنها علمت و تعلمت كل شيء .. و أنا لم أظن للحظة واحدة أنها ستغرق في عالمها وحدها .. حتى أنني أتذكر الآن أخر لقاء بها و كأنها حدث بالأمس .. أتذكر نظرة عينيها .. ) ثم اعتدل في جلسته و رفع رأسه إلى سقف الحانوت يحاول أن يهرب بعينيه بعيداً عن عيني سعاد ثم أغمض عينيه و بدأ الحديث مرةً أخرى ( كأني أراها الآن أمامي , و لأول مرة لا أفهم عينيها , كانت عينيها زائغة و كأنها تخاف أن تقول "أذهب , أنني لا أستطيع أن أكمل و أنت أصبحت عائق في حياتي .. أصبحت كهلاً رغم شبابك" ..و أنا أخاف أن تقولها أو حتى تتجرأ , و لكني لم استطيع أن أتركها في حيرة من أمرها .. فقلت لها عليِّ الآن الذهاب و غداً سنكمل ..) و تركتها حتى يهداُ بحرُ الاحلام العاصف داخلها
(6) ثم اعتدل فجأة و نظر إلى سعاد و قال ( هل يمكن أن نكمل في الغد ) . فقالت (لا مانع لدي )
فشكرها و قال (إذاً في الغد نكمل) .. قالت ( لا تهرب ثانيةً .. سأنتظرك في الغد )
خرج و ذهب إلى بيتها( بيت حنين ) و جلس يحاول أن يهزم النعاس الذي بدأ ينتابه .. لا يريد أن يغلبه .. لا يريد أن ينتصر عليه .. هو الآن على قيد الحياة ..تتساقط عليه الذكريات حيةٌ من كل جانب .. لكنه ..نام .. بالفعل
و في هذه الأثناء كانت سعاد في بيتها .. تسترجع كلماته و كلماتها .. و حكاية ( حنين ) و ما قالته عن رحيله المفاجئ و كانت تتعجب من نفسها لماذا هاجمته بوابل من الاتهامات. هل كان يجب عليه الرحيل . هل ما قاله كافٍ لأن يرحل , هل (حنين) قالت كل شيء , بدأت أسئلة تدور في رأسها .. تصارع المنطق في ما سمعته منه و منها ..
و لكنها خلدت إلى النوم سريعاً .. تحاول أن تنهي ليلتها .. تريد أن تعلم باقي الحكاية .. تلك الحكاية التي سمعت نصفها و أرادت أن تعيش نصفها الأخر .. أو بشكل أدق ودت لو أنها عاشته ..
استيقظت .. نظرت إلى ساعة الحائط .. فوجدت أنها مازال لديها متسع من الوقت حتى تستريح قبل الذهاب لحانوتها و لكن فضولها لمعرفة باقي الحكاية قد غلبها ..
فاستعدت كعادتها و سارعت الخطوات لتذهب إلى الحانوت .. نسيت كل شيء .. حتى سلامها اليومي على ( أم ياسين )
و ذهبت أمام الحانوت .. فوجدت ما لم تكن أن تتوقعه يوماً .. فتحت صندوق الرسائل .. و وجدته ممتلئٌ بالعشرات من الرسائل .. بنفس عبق الماضي القريب و نفس الخطوط و الكلمات .. و كلها منتهية بنفس الجملة (إلى حبيبتي حنين .. المخلص لعشقك دوماً خالد ) و أيضاً مؤرخةً بنفس التاريخ التي وجدته في رسائل ( حنين) .. لم تقف سريعاً عند تلك الرسائل و لكنها تركتها و ذهبت سريعاً تبحث عن (خالد) .. لكنها لم تجده عند البيت .. و لكنها وجدت ورقة عند الشجرة .. طرفها محترقٌ بشوقٍ .. هي شعرت بذلك .. مكتوب فيها
( عزيزتي .. لن أكمل الحكاية لأنها لم تنتهي بعد .. إنها و باختصار شديد .. (حنينٌ خالد ) ) .
بقلمي
أحمد عادل
القاهرة .. مصر
إرسال تعليق