قصة من تأليفي عن كيد النساء / ارجو ان تنال رضاكم /
عنوان القصة / الرجل الذي كاد يموت من كيدها /
قرر رجل ان ان يؤلف كتاب ويجمع فيه كل القصص والحكايات عن النساء وكيدهن وهنا اخذ متاعه وجاب البلدان وبعد المسير والترحال وصل الى قرية وكان عطشا فنظر فاذا ساقية فيها ماء عذب وحولها نساء كانن يسقين دوابهن فالقا التحية عليهن ثم استاذن منهن ليشرب الماء فشرب حتى ارتوى وبعد ذلك سألته احدى النساء وقالت له من اي البلاد انت فقد عرفت انه غريب وليس من اهل قريتها فحدثها بامره وكيف انه جاب البلاد وقد جمع الكثير من القصص عن حيل وكيد النساء وقال لها ايضا انظري لهذا الكتاب الذي احمله لقد جمعت فيه اكثر من الف الف قصة عن كيد النساء ولم ابقي شيء عن كيدهن واني اليوم سوف اتقي كيدهن وحيلهن ولن اكون ضحية كيدهن يوما ما وهنا نظرت المرأة له وضحكت وضحكت بصوت عالي فاستغرب الرجل من ضحكها هذا وسالها لما تضحكين فقالت له يا رجل والله لو الفت الف كتاب فلن يقيك كيد النسا اذا ارادت احداهن ان تكيد لك ثم قالت له اسمع ايها الرجل ما رايك ان تراهني على ان اجعلك اليوم تمزق كتابك هذا وليس هذا فقط بل ساجعلك تعطيني فوق ذلك الف دينار وليس هذا فقط بل ستتوسل بي بان اقبل ذلك وهنا وحين سمع الرجل وما قالته تعجب وقال لها ولما افعل هكذا وكيف يكون هكذا وقال لها ايضا انا لا اصدق هذا بل هذا شيء مستحيل فانا لن امزق هذا الكتاب فقد كلفني وقت طويل وجهد كبير ومال كثير فلن امزقه ابدا فقالت له المرأة سوف نرى ذلك ثم قالت له اسمع ايها الرجل اراك تعب من شدة السفر فهيا معي فانت اليوم ضيفا علينا فان خيمة زوجي قريبة من هنا فان زوجي هو شيخ هذه القبيلة وهوفارس شجاع واعلم ايها الضيف لقد تزوجني هذا الشيخ منذ اكثر من عشرة اعوام وانا ليس من هذه القرية فانا من قرية بعيدة جدا
لذلك انا لا ارى اهلي كثيرا ثم بعد ذلك نظرت اليه وقالت اسمع ايها الرجل لقد وقعت في قلبي وانا اريد ان اعاشرك هذه الليلة فانت سوف تكون ضيفنا لهذه الليلة فتعجب الرجل من طلبها هذا وقال لها وكيف هذا وانتي قلتي زوجي شيخ هذه القبيلة وهو رجل فارس وشجاع وانت كما عرفت عني اني رجل غريب عن هذه القرية واذا احسوا بذلك سوف يقتلوني ويمزقوني اربا اربا فقالت له المرأة لا عليك سوف اجعل زوجي هو من يحمل الفراش الينا وهو ايضا من يتوسل بك لتنام بقربي لا عليك انت فقط لا تتفوه بشيء فتعجب هذا الرجل مما سمعه وكان يظن انها تمازحه وبعد ان وصلا الى خيمة زوجها ودخلت عليه ومعها الرجل صاحب الكتاب فسلما على الشيخ فقالت لزوجها وهي فرحة يا زوجي الحبيب هذا اخي الصغير لقد كبر واصبح رجلا كبير وها هو اليوم جاء لزيارتنا الله كم احبه وكم انا مشتاقة اليه هيا عانقني يا اخي هيا هيا ففرح الشيخ وهو يرى زوجته فرحة بحضور اخيها ثم جاء الليل فقالت الزوجة لزوجها الشيخ يا زوجي انا جدا مشتاقة لاخي فانت تعلم انا لم ارى اهلي منذ ان تزوجنا قبل عشرة اعوام فهل تسمح لي ان انام بقرب اخي هذه الليلة فقال لها نعم اسمح بذلك ثم حمل لها الفراش وفرش لهما وتركهما مع بعض وذهب ونام فقالت المرأة لصاحب الكتاب ما رأيك فقال الرجل صاحب الكتاب وهو مستغرب بل لم يصدق ما فعلته المرأة ثم بعد ذلك قالت المرأة والان سوف اجعلك تمزق الكتاب فقال لها صاحب الكتاب لا لن افعل فقالت له سوف اصرخ واجعل زوجي يقتلك فقال لها صاحب الكتاب وماذا ستقولين له وانتي من خدعيته فقالت سوف اقول له انك لص جئت من قريتنا وقد اصطنعت انك اخي واردت بذلك ان تسرقنا
ولكني اكتشف هذا كون اخي الصغير كان لديه شامة في ظهره كنت اميزه منها ثم صرخت المرأة وصرخت فارتعب صاحب الكتاب وعلم ان الشيخ سوف يقتله فتوسل بها فقالت له هل ستمزق الكتاب فقال لها نعم وسعطيك الف دينار فوق ذلك ولكن لا تجعليه يقتلني ثم توسل اليها فدخل زوجها الشيخ مسرعا حمل سيفه بيده ونار الغضب في عينه وهو لا يعلم لما صرخت زوجته فقال لها ما بكي لما صرختي ماذا حصل وكان ايضا ينظر لصاحب الكتاب فارتعب صاحب الكتاب وهو يرى الشيخ وهو حامل ذلك السيف وهنا وبسرعة بكت المرأة وصرخت وهي تبكي وقالت يا زوجي ايها الشيخ لقد اخبرني اخي الان ان امي قد ماتت وهذا هو ما جاء به الينا فحزن الشيخ وواسا زوجته وواسا صاحب الكتاب فهو يظنه اخيها ثم قال له لا تترك اختك اليوم ونام بقربها حتى الصباح ولا تجعلها تبكي وخرج الشيخ وهو يظن ان الذي مع زوجته هو اخيها
وهنا نظر صاحب الكتاب الى هذه المرأة وقال لها والله لقد صدقت فانا ما كتبته عن كيد النساء ما هو الا قطرة من بحر ثم مزق الكتاب وفي الصباح الباكر ودع الشيخ ورجع الى بلده وكان يكلم نفسه كالمجنون من كيد وحيلة تلك المرأة
إرسال تعليق