
تغريدة الشـــــــــعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك - الفايدي
----------------------------------
((( مع شـــــــــــــاعر البدايات )))
الشـــــــاعر الاماراتي محمد عبدالله البريكي
( بدأت مع البحر – أنثي البدايات )
تلك الحروف التي مرت على شفتي تعلقت بسمــــــاءٍ سقفُهــــــا الشرفُ
لأنها بفمــــي كانت بـــــلا قفـــــصٍ تعلـِّمُ الريـــــحَ أنَّ العــــزفَ يختلفُ
أنا جناحان .. بــــي خوفٌ وبي أملٌ وبين هذا وذاك الــــــودُّ يأتلـِـــــــفُ
من قصيدة " مرت على شفتي "
= = = = = =
ان دولة الامارات العربية تنهض بصيحة وصحوة ثقافية و ادبية و علمية و اقتصادية متنوعة
تمضي في تواصل و أصالة و لكننا نتوقف مع حالة الشعر و الشعراء حيث شعر الفصحي و الشعبي النبطي الذي يظل موال الانسان المتيم بالكلمات التي تسجل رحلته بداية من واحة الصحراء الي قلب المدينة التي يؤمها الجميع ---
حيث حكامها " آل نهيان وزيد الخير " كانوا و مازالوا يقرضون الشعر برغم تولي المسؤولية يأتي الشعر سليقة بيانية يترجم أحاسيسهم الفياضة في تلاقي و مساجلات و عند شتي المناسبات و يمتزج شعر الرجل و الأنثي مساهمة في تشكيل شخصية الامارات في تناغم و عبقرية -------- !!
و تأتي تغريدتنا الشعرية هنا مع فارس الكلمة الذي ترجع أورمته الي ا اسرة " البريكي " المعرقة مع الثقافة و الشعر و لا سيما مع الشعر النبطي الشعبي صوت البادية بل صوت الحياة المعبر عن شخصية الانسان الذي يمتزج عشقا مع البداوة و الحضارة في تناسق متباين يفتح لنا بدايات عشق الكلمة الشاعرة المعبرة عن تباريح النفس في وجد وتجليات لها مسارات ومدارات و اتجاهات تنهض بالحواس تتأمل ما في الكون من جمال و خيال مركب خصيب يفتح مسافات التعبير في دلالات تسافر مع زمن التوحد كي تكتمل القصيدة تجربة فنية رائعة
نسرح مع شاعر كبير مسكون بشدو وبوح القصيد أنه شاعر البدايات " محمد عبد الله البريكي "
نشــــــــــأته :
--------------
هو الشاعر الامارتي محمد عبدالله البريكي شاعر فصيح وشعبي واعلامي متعدد النواحي الابداعية و الفنية يواصل الحضور في ساحات المحافل الادبية همزة تلاقي لواحة الفنون الجميلة هكذا ينقش وتارياته في حب و عبقرية تثبت عراقة الانسان مع الحياة
و لم لا فهو مسؤول بيت الشعر في الشارقة خلفاً للدكتور بهجت الحديثي.
وهو أيضاً يعمل كمدير لتحرير مجلة «وجود» الإماراتية،
وأشرف على العديد من الملاحق الشعرية.
عمل مشرفاً ومعداً ومقدم برامج في قناة نجوم القصيد. فاز بالمركز الأول في مسابقة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان الشعرية في عام 2005.
كما حصل على المركز الثاني في مهرجان الشعر العماني الثالث عن قصيدته «أنثى البدايات» في عام 2009. حاصل على دورة في الأدب الشعبي من مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي بالدوحة في عام 2002. وشارك في تحكيم العديد من المسابقات الشعرية.
مؤلفات :
ــ ديوان «زايد»
- همس الخلود «شعر شعبي»
- سكون العاصفة «شعر شعبي»
- ساحة رقص «شعر شعبي»
- كتاب «على الطاولة» قراءات في الساحة الشعرية الشعبية
- «مواويل» ديوان شعر شعبي مواويل شعبية. (يصدر قريباً)
و نتأمل هذه المقطوعة الشعرية التي تفوح برحيق الايمان في سمو روحي و نبوغ فني و هي
من ديوان " بدأتُ مع البحر " تحت عنوان " خلوة الصوفي " و هذه العينية تذكرنا بابن سينا في عينيته مع الروح أيضا
حيث تبدو التجليات الاشراقية و هو بين محرابها يقف باكيا شاكيا ناسكا متبتلا
و هي تنهض بالفكر و الوجدان تختصر محطات الزمن بل تستدعي مدي عبقرية التبتل مع النفس
في عزلة بين متاهات صومعته كالمسجون في عزلته لكنه يدرك جمال الروح المقدسة في شفافية تحوم بين ظلال سماء الرؤي بعيدا عن قهر المادة فيقول البريكي :
في خلــــوة الصوفيِّ تحرقُ مدمعـَـكْ يا أيهــــا الباكــي سكوتـُـكَ ضيَّعـَـكْ
لم تلقَ إلا ثـــوب حزنــــك سامعــــاً لــم تدرِ هـــل رقـّـعته أم رقـّــعـــك
شهق الرصيفُ وأنت تحضنُ ضلعَهُ والطيرُ يسألُ من سيحضُنُ أضلُعَكْ؟
وطــــنٌ تنــــــامُ على حروفـِك عينُهُ أخبـِـرْهُ عــن جرح الشتات ليزرَعَكْ
أخبرهُ عن ســـــرِّ التبتـُّــلِ والجــوى فلربمـــــا يحنـــــو ويُكمـِـلُ مطلعـَك
واخـــــرجْ من المحراب بعد تصومعٍ فلطالمــا احتــرق الحنين فصومعـَكْ
واركب على خيل القصيدةِ داعياً سيكونُ ربُّ الكون في المسعى معَكْ
واطرق كيوسفَ بابَهُ وشعورَهُ يا أيها المسجونُ قلْ ما أفزعـَكْ
سيبوحُ سلطانُ الشعور بأمرهِ وتبوحُ أنت بما شقاكَ وأوجعـَكْ
= = =
و نتأمل قصيدته (تساقط مني) و هي نموذجا من شعر التفعيلة يحاكي و يمزج فيه مدي ظنه و شكه بحروفه مع ايقاعاتها المتوالية في نزف حيث ينهمر الدمع شجنا يجمع بدايات الوجع لكنه يصمم علي الغناء وسط غياب صورته الحقيقية فيقول البريكي :
(بين مرآة دمعتي
كنت ظني
لا ابالي بما تساقط مني
يسكت العقرب المشاغب
دوما ، في بدايات كل نزف يغني
كدت ارمي بصورتي من رداها
فتهاويت عن رداها وعني
قشرة تحت مائها
كان وجهي
وانا قبل مائها لم اكني )
و يقول شاعرنا محمد عبد الله البريكي في مقطوعة أخري من قصيدة" صوت المنافي "
و هي من ديوان " بيت آيل للسقوط " يصف جراحات البعد حيث الدموع في فلسفة علائية تذكرنا بأصل الانسان حيث يقول بكي طين البيوت و الطلل فهو يوازن بين الروح و الجسد مع الحياة يبحث عن منتهي السبيل بعد رحيل طويل نال منه مع العمر في ذاتيته و تلقائيته:
على وبـَـر ٍ تـُعاتـَـبُ يا قتيـــل ُ؟! فلا ظـِـــلٌّ عليـــــكَ ولا نخيــلُ
تفتـّـش ُ مثل فانوس قديمٍ تكسـّـرَ حولـَهُ الزمنُ الجميلُ
بكى من غادروهُ ولم يعودوا ويـُؤلمُ إن بكى الشيخُ الجليلُ
بكى.. كانت مواويلُ الثكالى تنادي: يا أبي حانَ الرحيلُ
بكى طينُ البيوت لأنَّ صوتي بوجهِ البابِ مفتاحٌ هزيلُ
أنا المعجــــــونُ في أرَقي ولكنْ أقــــــولُ لدمعتــــي: ليلي طويلُ
دمُ الأحـــــلامِ أنزفـُـه وأنســــى بأنّ دمــــــي على ذنبـــي يسيلُ
وتصلـُبـُني خطايا العمــــرِ حتى أبـــوحَ بكل جـــــرحٍ يا فتيــــلُ
وجدتـُــك والمسافــاتُ استباحت خرائــطَ رحلتي .. وأنا السبيلُ
= = =
يقول شاعرنا محمد عبدالله البريكي في قصيدته " شاطيء الحب "
يا نابش الجرح لي حرفٌ ولي وطنٌ ولي بيوتٌ عليها يعــــزفُ المطــــرُ
أنا العيونُ التي تمشــي على قلــــــقٍ وموجعُ الناس في أحداقها البصـــــرُ
كأنني الطير.. همُّ الغيـــــر يعزفنــي وموطنُ الناس لي يا صاحبي شجــرُ
لم أختصر أغنياتــــي في الهوى أبداً وفي اختلاف الأغانــي يـُعرفُ الثمرُ
= = =
يستهل الشاعر البريكي ديوانه بقصيدة (على عتبات الوقت) ، يقول فيها :
(توضأ ، والمصباح ملّ توسّله وروحي على سجادة الوصل مرسله
يدثرني جرحي واشعر انّه جواد مع الايام قد جرّ سلسله
له في سرير الغيم انفاس راهب له في مرايا الريح عرش ومنزله
مددت له قرب المجرات سلمّا فطاول معراج الفضاء ليغزله
وما خلتني والريح تمتصذ رغبتي سوى قمر والنور في الغيب اشغله
خلوت وليل العاشقين قبيلة تفتش في الاحداق عن ظل سنبله
اجوع الى ليلاي .. تلك حكاية وليلى بتأويل المحبين مثقله)
نتمني ان نكون حلقنا سويا حول عالم البريكي الشعري الرائع حيث المفردات و الصور الفنية و الايقاعات الموسيقية التي تنداح من اعماق الوجدان في اطار موروث حضاري يجمع بين الفصحي و النبطي و يؤرخ للبيئة المتراميم في اشكالها المتطورة بين الآصالة وروح المعاصرة مع ركب المدنية الحديث حيث يعكس ملامح شخصين الانسان علي خريطة الامارات العربية في تواصل بهيج يفتح لنا مسارات الحياة الرحبة وسط شدو جمالي ينبض بحقيقة الوجود دائما
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
=========
إرسال تعليق