بقلم الأديب تحسين المعموري الموسوي
قصة قصيرة / الرحمة وثمارها/
قالت الزوجة لزوجها وهي تبكي وحزينة وممزق قلبها ماذا سنفعل سوف نفقد ولدنا الصغير
الوحيد لنا فقد عجز الطب من ايجاد علاج له فمرضه نادر ولا احد يعرف اسبابه
انه مرض غريب ها هو ولدي الصغير لم يتجاوز من العمر ستة اعوام وقد اصيب
بهذا المرض منذ ثلاثة اعوام ابني المسكين كلما انظر اليه وهو راقد في الفراش
لا يستطيع الحراك ينفطر قلبي فقال الزوج يا زوجتي ليس بيدنا شيء نفعله
لولدنا الصغير سوى الدعاء فالكل عجز من شفائه ثم قال الزوج لزوجته سوف
اخرج واسقي الاشجار التي في حديقتنا فخرج ولكنه رجع بسرعة الى زوجته
وقال لها زوجتي لقد رأيت عصفورة وعصفور جميلان قد بنيا عشهما فوق
شجرتنا وياله من عش جميل واظن ان لهما فراخ صغار ايضا فقالت الزوجة
اهلا بهما فقال الزوج اذن لنكرمهما فهم اصبحوا كالضيوف عندنا وقال ايضا
سوف اشتري لهما حبات من الحنطة والشعير فهو طعامهما ثم ذهب الى
السوق وجاء بالحنطة والشعير وما زال يرمي بتلك الحبات من الحنطة والشعير الى
العصفورين وفراخمهما وفي يوم من الايام وقع احد الفراخ الصغيرة على الارض
فحمله الرجل وتسلق الشجرة ووضعه في العش فنظر واذا بالعصفور وعصفورته
ينظران اليه وكأن لسان حالهما يريد ان يشكراه ثم نزل من الشجرة واذا بزوجته
تقف تحتها فقالت له زوجي لما تاخرت اليوم في السوق هكذا حين كنت
تجلب الحنطة والشعير لهؤلاء العصافير فقال الزوج لقد مررت بصديقي العطار
وهو خبير بالاعشاب فقال كيف حال ولدك فقلت له كما هو راقد في الفراش
لا يستطيع الحراك وليس له علاج فقال لي شيء غريب وانا لم اصدقه
ولكنه اقسم ان ما يقوله صحيح فقد قال لي ان ابنك له علاج ولكنه مستحيل
وصعب الحصول عليه وقال نعم انها عشبة صغيرة تسمى عشبة الحياة
ولكنها نادرة ومن المستحيل الحصول عليها فهي لا توجد الا في مكانات خطرة ومن
الصعب الوصول اليها فهي اما ان تكون في الغابات الخطرة او على ققم الجبال المرتفعة
ومن الصعب ايجادها فهي صغبرة جدا فقالت الزوجة حين سمعت هذا قالت
هذه من الخرافات وسيبقى ابننا هكذا ثم بكت الزوجة وبكى معها ايضا زوجها
تحت تلك الشجرة ثم دخلا الى بيتهما ثم جاء الصباح فقال الزوج لزوجته
سوف اخرج واسقى حديقتنا فخرج ونظر الى عش العصفورين فلم يجدهما
مع فراخهما فقال في نفسه اين ذهبا وتركا فراخهما وما زال يسقى الحديقة
وينظر الى العش ولكن العصفور والعصفورة لم يعودا وقد مر وقت طويل
وفراخهما تصرخ فقد جاعت فحمل الرجل الطعام اليهما واطعمهم
وهكذا واليوم اصبح لذلك العصفور والعصفورة اربعة ايام وهم لم يعودا لعشهما
وفراخهما وما زال الرجل يطعم تلك الفراخ فقال الزوج لزوجته ها هو البوم الخامس
ولم يعود العصفور والعصفورة وانا لا اعرف اين هم ذهبا وكيف تركا فراخهما
الصغيرة وقال الزوج لزوجته اظنهما قد وقع لهما مكروه او اصطادهما احد
يا لهما من مسكينين ويا لفراخهما المساكين وهنا وفجأة نظرت الزوجة الى السماء
فقالت لزوجها انظر يا زوجي اظن قد جاءا العصفورين ولكن انظر اليهما ما
هذا الذي يحملانه بمنقاريهما معا فنظر الزوج اليهما وقال لزوجته نعم يا زوجتي
انهما العصفورين وصحيح ما تقوليه انهما يحملان شيء بمنقاريهما ثم قال الزوج لزوجته
ولكن عجبا انظري الى العصفور والعصفورة انهما لم ينزلا في عشهما
لقد دخلا من نافذة الغرفة التي يرقد بها ولدنا المريض فقال لنذهب يا زوجتي
الى غرفة ولدنا وحين دخل الزوج وزوجته الى غرفة ولدهما المريض
واذا بالعصفور والعصفورة كانا يقفان على جسد ولدهما ويضعان ما كان يحملانه
بمنقاريهما على جسد ولدهما فنظر الرجل جيدا واذا هي عشبة صغيرة
فطار العصفورين وهنا حدث ما لم يتوقعاه ا لز وج والزوجة فقد وقف ولدهما
على قدميه وحرك يديه وهو مبتسما فركض ابويه اليه وعلما ان ابنهما قد تشافا
تماما فحضن الرجل ابنه وزوجته ثم بكيا جميعا وحمدا لله الذي يرحم كل
من يكون بقلبه رحمه وقال الزوج لزوجته صدق العطار بامر العشبة
واحسن الينا العصفورين وردا الينا الاحسان الذي صنعناه معهما باحسان
اكبر واكثر .
إرسال تعليق